دراسة تؤكد: العمال المصريون نفذوا أول إضراب في التاريخ قبل 3 آلاف عام
تداول عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" دراسة نشرتها موسوعة "مصر القديمة" للدكتور سليم حسن في الجزء السابع، ذكرت أن الدراسات والأبحاث، التي أجريت عن المصريين القدماء أفادت بأنّ أول إضراب عمالي معروف حتى الآن في التاريخ كان قبل 3 آلاف عام في عهد رمسيس الثالث، أواخر الدولة الحديثة، وتحديداً في يوم 14 نوفمبر سنة 1152 قبل الميلاد في منطقة "دير المدينة".
وأضافت الدراسة: أنه في ذلك العهد تعرضت مصر للكثير من المصاعب الخارجية والداخلية، والانهيار الاقتصادي، وزيادة التدخل الأجنبي، ونهب المخازن من قبل حكام الأقاليم، وهو ما تعرضت معه مستحقات العمال للنهب من مخازن الدولة لينتشر الفقر والجوع ، حتى أنهم لم يجدوا سوى الإضراب عن العمل.
وأفادت الدراسة بأن العمال، الذين نظموا وشاركوا في الإضراب كانوا العمال القائمين على بناء مقبرة الملك، "أن البنائين والنحاتين والنجارين والنقاشين والحجّارين، بعد أن تأخر وزير الملك لمدّة شهرين عن دفع المرتّبات، التّي كانت وقتها عبارة عن حصص من الزيت والسمك والخضروات والملابس والحطب وشراب الجعّة، " شراب من الشعير المخمّر به مضادات حيوية، وهو ما يعرف بالبيرة الآن".
وتابعت الدراسة: احتجّ العمّال على تأخر الرواتب، فرفعوا شكواهم إلى رؤسائهم المباشرين، "المشرفين واثنين كانا يرأسان العمل"، ولكنهم تجاهلوا الشكوى خوفًا على فقدان وظائفهم، ما دفع العمال لتنظيم مظاهرة صامتة إلى بيت الوزير، مهددين بالتصعيد والذهاب إلى الملك نفسه، لينتهي الأمر بدخولهم في الإضراب والتوقف عن العمل بالمقبرة حتى تنفيذ مطالبهم، والمتمثلة في صرف الأجور المتأخرة، ومحاربة الفساد الذي تفشى بين رؤسائهم "سرقة، وفساد خلقي واجتماعي".
وأوضحت الدراسة: أن هذا الإضراب استمر 28 يوماً، وانضمت له فئات أخرى في المجتمع حتى نجح في تحقيق أهدافه في يومه الـ28، مشيرة إلى أن هذه الاحداث تم تسجيلها فى بردية تسمى "بردية تورين"، وهى موجودة حالياً فى إيطاليا، وكتبها الكاتب" أمون- نخت بن أبوى"، أحد أهالي قرية دير المدينة، التي أضرب عمالها، وتقع غرب الأقصر خلف قرية قرنة مرعي بحوالي كيلو متر.