"ريا وسكينة".. سفاحتان كتبتا تاريخ إعدام أول امرأة في مصر
تتوسطان "فاترينة" متحف محمد علي، بصورة لا تبرز غير وجوههما المخيفة، وإلى جوارهما صورة أخرى لشخص مقتول تحيط به مجموعة من الضباط، تُخفي ضبابية تصوير (أبيض وأسود) ملامحهم ورتبهم، ولا تُعرف هوية من في الصورتين إلا بتوضيح مكتوب به "ريا وسكينة"، والآخر "خُط الصعيد"، لتبعث كل الأساطير المرعبة المحيطة بقصصهم، وتبقى الصور محفورة في ذاكرة أطفال على الرغم من مرور سنين عدة على رحلتهم المدرسية إلى قلعة صلاح الدين، واستنباط تصدّر السيدات لأول مرة أدوار البطولة على الأفيش الإجرامي ويقبل الرجال بالأدوار الثانوية، دون أن تملأ أخبار الخلافات المكان.
"ريا وسكينة" حفرتا أبشع جرائم القتل والسرقة بالإكراه في التاريخ المصري، وكتبتا بدماء ضحاياهما تاريخ إعدام أول امرأة في مصر في ديسمبر 1921، فالنازحتان من الصعيد إلى الإسكندرية، شكلتا تشكيلًا عصابيًا باستخدام أزواجهما "حسب الله سعيد ومحمد عبدالعال" ورجلين آخرين، وتسببتا في قتل نساء كُثر، في 4 بيوت تقع قرب ميدان المنشية، وكان سوق "زنقة الستات" القريب من ميدان المنشية هو المكان الذي اصطادت منه السفاحتان معظم ضحاياهما.
استقبلت النساء خارج سجن الحضرة، خبر تنفيذ حكم الإعدام في السفاحتين بهتاف: "عاش مَن قتل ريا.. عاش مَن قتل سكينة.. عاش مَن قتل حسب الله"، تنوعت الروايات حول هاتين السيدتين، وأقامت العديد من الصحف والقنوات لقاءات مع قاطني الحي نفسه، اتفقت جميعها على عدم توثيق هذه الفترة، واختلاف الأسباب التي دفعت السيدتين لارتكاب هذه الجرائم.
"الفضل في الحصول على معلومات عن ريا وسكينة يعود إلى ملفات التحقيق في القضية، وأنه لولا المحقق الذي كان يستجوب ريا وسكينة وإبداعه في كتابة التحقيق لما عرفنا كثيرًا عن حياتهما" بحسب الكاتب الصحفي صلاح عيسى، في إحدى لقاءاته، وأضاف أن "المحقق يسأل ريا وسكينة عن تاريخهما، وماذا كانا يفعلان في الصغر، وكأنه يحاول جمع أكبر قدر من المعلومات، على رغم عدم ارتباط ذلك بملابسات الجرائم التي يحقق فيها".
قصة ريا وسكينة كانت وحيًا للكثير من كُتاب الأعمال الدرامية، فتحولت إلى 6 أعمال مختلفة، تم تجسيدها في فيلم "ريا وسكينة"، إنتاج سنة 1953، بطولة نجمة إبراهيم، وزوزو حمدي الحكيم، وفريد شوقي، وأنور وجدي وشكري سرحان، وفيلم "إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة"، بطولة إسماعيل يس ومعه أيضًا نجمة إبراهيم، وزوزو حمدي، وعبد الفتاح القصري، ورياض القصبجي، وفيلم "ريا وسكينة"، إنتاج سنة 1983، بطولة شريهان ويونس شلبي وحسن عابدين، ومسرحية "ريا وسكينة"، بطولة سهير البابلي، وشادية وعبدالمنعم مدبولي وأحمد بدير، ومسلسل "ريا وسكينة"، إنتاج 2005، بطولة عبلة كامل، وسمية الخشاب، وسامي العدل، وأحمد ماهر، وصلاح عبدالله ومحمد الشقنقيري، وبرنامج تليفزيوني بعنوان "ريا وسكينة"، تقديم هالة فاخر وغادة عبدالرازق.
أخبار متعلقة
"الإعدام" في الميزان.. بين القصاص وحقوق الإنسان
حملة حقوقية للمطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام.. وأعضاؤها: "ياما عالحبل مظاليم"
بالفيديو| عشماوي: "لو ما نفذتش الإعدام يبقى بتخالف الشرع.. والرايقين هما اللي لغوه"
"ما ينوب المخلّص".. "الحاجة كريمة" أرسلت ابنها لإنقاذ ضابط من الموت فكان جزاؤه "الإعدام"
قانونيون: دول كثيرة استغنت عن "الإعدام".. ويجوز استبدالها بعقوبة أخرى بموافقة الأزهر
أشهر 12 حكاية إعدام في تاريخ مصر الحديث
علماء أزهريون: "الإعدام" نجاة للمجتمع من الفساد.. وتنازل أولياء الدم مرتبط بالجرائم الفردية
"العفو الدولية": 778 شخصا أعدموا في 2013.. و80% في إيران والعراق والسعودية