الرئاسة الجزائرية توزع مسودة المشروع التمهيدي لتعديل الدستور
رئيس الجزائر يقرر اعتبار 8 مايو "يوما وطنيا للذاكرة"
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون
شرعت الرئاسة الجزائرية اليوم، في توزيع مسودة المشروع التمهيدي لتعديل الدستور، على قادة الأحزاب السياسية وشخصيات وطنية وأكاديمية ونقابية وإعلامية، وفقا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.
وقالت الرئاسة في بيان، إن توزيع المسودة كان قد "تأجل بسبب أزمة وباء كوورنا المستجد "كوفيد-19" التي لا تسمح بتنظيم مناقشة عمومية، لكن أمام رغبة العديد من الشركاء السياسيين ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والشخصيات الوطنية لاستغلال شهر رمضان المبارك وفرصة الحجر الصحي للاطلاع عليه، ارتأى رئيس الجمهورية تلبية طلبهم بتوزيعه"، داعية إلى "مناقشته وإثرائه مع مراعاة الإجراءات الوقائية لمكافحة انتشار كورونا فيروس".
وشددت الرئاسة، على أن هذا المشروع التمهيدي "ليس سوى مسودة لتعديل الدستور تعديلا شاملا وعميقا، وهو بمثابة أرضية للنقاش لا غير، ومنهجية عمل ارتأى السيد الرئيس اتباعها، حتى لا ينطلق النقاش من فراغ، بل يرتكز على وثيقة معدة من طرف نخبة من كبار أساتذة القانون".
وأشار الرئاسة، إلى أن الإسهامات المرتقبة من شأنها أن "تعبد الطريق أمام بناء جمهورية جديدة، ينعم فيها الجميع بالعدل والحرية والأمن والاستقرار والرفاهية الاجتماعية والثقة بالمستقبل".
وترتكز مقترحات لجنة الخبراء المتضمنة في المسودة على ستة محاور هي "الحقوق الأساسية والحريات العامة"، "تعزيز الفصل بين السلطات وتوازنها"، و"السلطة القضائية"، و"المحكمة الدستورية"، و"الشفافية، الوقاية من الفساد و مكافحته"، و"السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات".
وفي سياق آخر، قرر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، اليوم، اعتبار يوم الثامن من مايو من كل سنة "يوما وطنيا للذاكرة" كما أعطى تعليمات بإطلاق قناة تلفزيونية وطنية خاصة بالتاريخ، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء"الشرق الأوسط".
وقال تبون، في رسالته إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ75 لمجازر 8 مايو 1945: "أصدرت بهذه المناسبة قرارا باعتبار الثامن من مايو من كل سنة، يوما وطنيا للذاكرة، كما أعطيت تعليمات بإطلاق قناة تليفزيونية وطنية خاصة بالتاريخ، تكون سندا للمنظومة التربوية في تدريس هذه المادة التي نريدها أن تستمر حية مع كل الأجيال".
وأشار تبون، إلى أنه أعطى توجيهات بالانتهاء من إطلاق أسماء شهداء المقاومة الشعبية وثورة التحرير المجيدة على المجمعات السكنية، وأحياء المدن، والتوسع في ترميم المعالم التاريخية لتقف شاهدة على مر الأجيال على الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الجزائري في التصدي لوحشية الاحتلال الاستعماري حتى يعيش حرا كريما وموحدا فوق أرضه، فخورا بماضيه ومسترشدا به في صياغة المستقبل في ظل الديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية".
وأضاف تبون، "أن تاريخنا سيظل في طليعة انشغالات الجزائر الجديدة وانشغالات شبابها، ولن نفرط فيه أبدا في علاقاتنا الخارجية"، داعيا المؤرخين إلى استجلاء جميع جوانب هذه المحطة وغيرها من المحطات في ذاكرة الأمة، إنصافا لحق الأجيال الصاعدة في معرفة ماضيها بأدق تفاصيله، باعتماد أعلى درجات الصدق في النقل.
وتابع الرئيس الجزائري قائلا: إن "الأمة التي تحفظ تاريخها، إنما تحفظ ذاتها، وتزيد في قدرتها على إنضاج الوعي الشعبي في التصدي لمناورات تيارات ولوبيات عنصرية على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، توقف بها الزمن في عهد قبرته إرادة الشعب إلى غير رجعة".