بعد 50 عاما من التألق والازدحام.. حديقة "الأندلس" بطنطا خاوية
زراها السادات.. وكانت نموذجا مصغرا من حديقة الحيوان بالجيزة
حديقة الأندلس في طنطا
حديقة " الأندلس" بطنطا، واحدة من أكبر الحدائق والمنتزهات في وسط الدلتا، أنشئت عام 1956، على شكل نموذج مصغر من حديقة الحيوان في الجيزة،، زارها الرئيس الراحل أنور السادات، وظلت على مدار 50 عاما، قبلة مئات المواطنين في محافظة الغربية والمحافظات المجاورة، ومكانا لقضاء أيام الإجازات، حتى طالتها يد الإهمال وحولتها من مزار ومتنفس لـ "خرابة" وأقفاص خاوية على عروشها من الحيوانات والطيور.
قرار اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية في 2013، بغلق الحديقة من أجل التطوير، أثار ضجة وغضب المواطنين خاصة أنها كانت المكان الوحيد بحكم القانون مخصصة لرؤية الأبناء من الأزواج المنفصلين، وتم فتحها بشكل جزئي أمام الأزواج لرؤية أبنائهم، كما تم مخاطبة وزارتي الزراعة والتنمية المحلية، وطرح الحديقة لأعمال التطوير، وتم تشكيل لجنة للعمل على التطوير بتكلفة 5 ملايين جنيه، لكن بدون جدوى.
وكشف مسؤول في مديرية الزراعة بالغربية، أنه منذ قرار غلق الحديقة في 2013، وحتى الآن وهي تائهة ولم تشهد أي أعمال تطوير، كما أدى القرار إلى نقل الحيوانات من الحديقة إلى حدائق وزارة الزراعة، بعد أن تقدم وقتها مدير الحديقة ببلاغ إلى قسم ثان طنطا، يطالب فيه بفتح باب رئيسي في الحديقة بدلا من الباب الفرعي حتى يتمكن العمال من تقديم الرعاية للحيوانات ودخول السيارة إلى داخل الحديقة.
ورغم أن اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية الأسبق، زار الحديقة في 2014، وقرر فتحها مرة أخرى أمام المواطنين لحين تطويرها، وأيضا زارها عدد من وزراء الزراعة السابقين ووفد من وزارة التخطيط، وتم إسناد أعمال التطوير إلى أكثر من شركة وللأسف تتوقف الأعمال بدون معرفة السبب.
وحاليا الحديقة مفتوحة أمام الزائرين، ولكنها خالية من أهم الحيوانات التي كانت تميزها على مدار السنوات الماضية، حيث اقتصرت أنواع الحيوانات الموجودة بها على جمل وحصان وحمار وعدد من البط و الأوز والحمام، وبعد أن كانت تستقبل في اليوم ما لا يقل عن 500 أسرة ومئات الزائرين، أصبحت مكانا خاليا من الخدمات والأعمال الترفيهية ما أدى لعزوف الزوار عنها.
توقف أعمال التطوير بالحديقة أكثر من مرة بدون سبب وأرضها مطمع عقاري
أرض الحديقة، وموقعها الجغرافي، جعلها مطمعا عقاريا من قبل بعض أصحاب الشركات ورجال المعمار العقاري في طنطا، حيث تتميز الحديقة بموقع استراتيجي، كونها تطل على شارع البحر أهم شوارع وأكبر شوارع المدينة، وبالقرب من مبنى ديوان المحافظة ونادي طنطا الرياضي وكلية التربية، واقترح اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية الأسبق، بنقل الحديقة خارج الكتلة السكانية، وإعطاء وزارة الزراعة 25 فدانا كبديل لإقامة عليها الحديقة خارج مدينة طنطا، مقابل الحصول على أرض الحديقة واستغلالها في إقامة مشاريع استثمارية عليها، لكن تم رفض هذا المقترح.
وكشفت مسؤولة بالحديقة، عن فشل خطة تطوير الحديقة في 2018 من قبل إحدى الشركات التابعة إلى وزارة التخطيط، وكان مرصود لها نحو 34 مليون جنيه، وكانت أعمال التطوير تتضمن "إنشاء بحيرة للتماسيح، وأخرى للبجع، وتم إزالة الأقفاص القديمة وإنشاء غيرها بالشكل الحديث، إلى جانب إنشاء عدد من الجبلايات بها صبار وقروض وخنازير وماعز أسيوي"، ولكن تم إيقاف أعمال التطوير بشكل مفاجئ وبدون أي سبب.
ومن جانبه قال الدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية الحالي، إنه تفقد الحديقة في أول أسبوع من توليه المسؤولية، بهدف التعرف على الحالة الفعلية للحديقة للعمل على النهوض بها وتحويلها إلى متنفس طبيعي لأهالي المحافظة، مشيرا أن هناك خطتين لتطوير الحديقة، الأولى قصيرة الأمد وتم البدء فيها مباشرة حيث أصدر توجيهات مباشرة بالتنسيق فورا مع جامعة طنطا من أجل عمل معسكرات لتجميل الحديقة والقيام بأنشطة رسم على جدران الحديقة وأقفاص الحيوانات مما يساعد على تحسين المظهر العام لها، والاهتمام بالمسطحات الخضراء ودهان الأرصفة والبلدورات، وذلك ضمن خطة قصيرة الأمد، بينما هناك خطة طويلة الأمد من أجل تطوير هذه الحديقة، وإعادة مكانتها مرة أخري وتكون المقصد الأول للمواطنين.