خطاب "السيسي" و"صباحي" على التلفزيون الرسمي .. بين "المصارحة بالواقع" و"الحلم بغد أفضل"
ليعطي ترشحه الصبغة الرسمية، قرر أن يتحدث للشعب المصري من منبر الإعلام الحكومي، في خطاب انتظر أن يلقيه منذ 26 مارس الماضي، حين ظهر منافسه في الانتخابات الرئاسية، معلنًا استقالته من وزارة الدفاع، وعزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، ليظهر أمس حمدين صباحي، المرشح الرئاسي، على التلفزيون المصري، في خطاب للأمة، في أول أيام الدعاية الانتخابية.
37 يومًا.. الفاصل الزمني بين الخطابين، جمعهما الصبغة الرسمية، وتناولا موضوعًا واحدًا هو الانتخابات الرئاسية، وجاءا في مدة زمنية تكاد تكون متقاربة، وهي من 13 إلى 15 دقيقة، ولكن اختلفا في أشياء عدة.
في 26 مارس، خرج "السيسي" على الأمة في خطاب ترشح للرئاسة، وحاول أن يكون مختلفا في العرض، فاختار من خلفه منظرًا طبيعيًا، وبجواره علم مصر على اليمين، وعلى يساره "النسر" أحد التحف على شكل "نسر"، وظهر جالسًا على مكتب، ومرتديًا زيه العسكري، وعلى كتفيه آخر رتبة عسكرية حظي به قبل تركه المؤسسة العسكرية، رتبة "المشير"، ليعلن بدء أول أيام المدنية ولكن بهيئته العسكرية، وأمس خرج "صباحي" في كلمة للأمة، مرتديًا البدلة المدنية الكاملة، وعلى عينيه نظارة طبية، يقرأ من خلفها خطابه، إلا أنه فضل أن يقف وهو يتحدث لشعبه من خلف مكتب، اعتاد الرؤساء الظهور من خلفه خلال الخطابات، وفضل أن يظهر من وراءه ستار أزرق، في ظهور رسمي معتاد في الخطابات الرسمية، إلا أنه اختلف في العرض عن منافسه.
"السيسي" فضل أن يفتتح كلمته، معلنًا الترشح للرئاسة، بذكر اسم الله، ثم البدء مباشرة في خطابه، مخاطبًا الشعب المصري العظيم، ومعلنًا استقالته وعزمه الترشح للرئاسة، وساردًا تاريخ ذكرياته في المؤسسة العسكرية منذ أن ارتدى الزي العسكري وهو طالب بالثانوية الجوية، بلهجة عاطفية وصوت هادئ اعتيد في جميع خطاباته، وبلغة جمعت بين العربية الفصحى والعامية، وهو ما يتضح في أحد الفقرات، التي تؤكد حديثه العاطفي: "أظهرَ أمامَكمْ مُباشرةً لكي أتحدثُ معكم حديثاً من القلب - كما تعودنا - لكي أقولُ لكم إنني أمتثلُ لنداءِ جماهيرَ واسعةٍ من الشعبِ المصريِ، طلبت منى التقدمُ لنيلِ هذا الشرفِ ... أعتبرُ نفسى - كما كنتُ دائماً - جندياً مكلفاً بخدمةِ الوطنِ، في أي موقع تأمر به جماهير الشعب"، بعدها تحدث عن المشكلات التي توجه مصر بواقعية وأمانة، ليواجه الشعب ويصارحه، ويؤكدعلى أهمية العمل.
على العكس، فضل "صباحي" أن يتحدث بخطاب جدي أكثر، فافتتح كلمته مستعينًا بالله، وبآية قرآنية اعتاد ذكرها، في خطاباته الشعبية، "وما النصر إلا من عند الله"، ثم بدأ الحديث بلغة فصحى سهلة يفهمها الجميع، وبخطاب لا يتحدث عن المشكلات، أكثر ما يتحدث عن ما سيفعله، معبرًا عن أحلامه، والتأكيد على مبادئ ثورتي 25 يناير و30 يونيو، ثم بدا مرتبًا في خطابه بعدة نقاط مرتبة "أولا .. ثانيا .. ثالثا"، وشدد على أهمية التخلص من التخلص من الفساد، ثم عاد لخطاب يتسق مع توجهه الناصري، مؤكدًا على العدالة الاجتماعية، ومشروعات اقتصادية، ولكن المحاور الأبرز في خطابه كانت أهمية التخلص من الفساد، والعدالة الاجتماعية، ودولة القانون.