تيم أول مولود بفلسطين من مصابة بكورونا.. والأسرة محرومة من "حضنه"
المولود تيم علاء
مع حلول منتصف يوم السادس من مايو الجاري، خرج إلى الدنيا تيم علاء في مجمع رام الله الطبي، على يد الطبيب علاء عواد والطاقم الطبي المساعد له، بعد عملية ولادة دقيقة راعى فيها عدم إصابة المولود من والدته المصابة بفيروس كورونا المستجد.
وما بين متابعة حالة الأم المحجوزة بالحجر الصحي، واتباع الاحتياطات اللازمة، ظل الطبيب يعد نفسه للمهمة الصعبة التي أصبح بصدد خوضها، كأول عملية ولادة في فلسطين كلها لأم مصابة بالفيروس: "تم إجراء الفحوصات اللازمة للأم والتزم الطاقم الطبي بكافة إجراءات الوقاية لهم وللمولود"، يقول الأب علاء البطاط، المحجوز هو الآخر بالحجر الصحي لـ"الوطن".
البداية جاءت من اكتشاف الأب علاء بإصابته بفيروس كورونا، في الثاني والعشرين من أبريل الماضي، حيث يعمل ممرضًا بأحد مستشفيات القدس، وبعدها أجرت الزوجة تحليلًا وتأكدت من إصابتها هي الآخرى وكانت حينها في أيام حملها الأخيرة.
وبحسب رواية الأب، انتقلوا من مقر إقامتهم بالخليل إلى رام الله للحجر بأحد الفنادق المجهزة هناك، وذلك لعدم وجود مستشفى مجهز للولادة للسيدات المصابات بالفيروس إلا في رام الله، وحين جاء موعد ولادة الأم انتقلت من الحجر الصحي بالفندق إلى مجمع رام الله الطبي المجهز للولادة.
الأب أصيب بالفيروس ونقل العدوى لزوجته الحامل
وسط استعدادات وإجراءات مشددة، لكونها الولادة الأولى من نوعها في فلسطين منذ بداية ظهور الوباء هناك، وضعت الأم تسنيم القيسية مولودها، وبعدها خضع الرضيع الذي أسماه والديه تيم، إلى الفحص الشامل وذلك للتأكد من سلامته وعدم إصابته بأي عدوى، "الحمدلله الفحص أثبت إنه بصحة جيدة ولكن تم وضعه بالحضانة لرعايته والتأكد من سلامته"، بحسب وصف الأب المحجوز بأحد فنادق رام الله للعلاج من كورونا.
الأب المصاب بالفيروس المستجد، لم ير حتى الآن مولوده الأول، بسبب حجزه بفندق الحجر الصحي، ولم يتمكن من حضور ولادته، وبحسب وصفه، "الطفل تلقى رضاعة صناعي ولم تتمكن أمه من احتضانه وإرضاعه وبدأ الأطباء في تعليمها كيف ترتدي الملابس الواقية كاملة وتتبع الإجراءات الوقائية قبل رؤية مولودها".
"ما قدرت أضمه الضمة الأولى بعد الولادة شعور صعب"، هكذا وصفت الأم تسنيم موقف ولادتها أثناء إصابتها بالفيروس المستجد، معتبرة الصعوبة في الحالة النفسية وليست الجسدية، فالطاقم الطبي لم يقصر معها ورضيعها، ولكن حرمانها من احتضان طفلها بعد ولادته هي الأصعب بالنسبة لها.