"رجالة البيت": خناقة بين مالك يبحث عن الثراء ومستأجر يتمسك بالإيجار القديم.. "والبقاء للأنصح"
شريف قرطام
صراع قديم الأزل بين المالك والمستأجر بنظام الإيجار القديم، كلاهما يبحث عن حقه دون النظر لمصلحة الطرف الآخر، المالك يطالب المستأجر بالرحيل والاكتفاء بما مضى، للاستفادة من الشقق والمبانى التى تساوى فى نظره ملايين الجنيهات، والمستأجر لا يبالى بطلباته، متمسكاً بوجوده فى مكان وُلد وتربى فيه ويصعب عليه تركه بعد هذه السنوات، فضلاً عن أن عقده يسمح له بذلك.
«تيمون وبومبا»، أو أكرم حسنى وأحمد فهمى، يواجهان هذا الصراع مع مالك البيت، فى المسلسل الكوميدى «رجالة البيت»، حيث يضطران إلى الإقامة فى منزل جدهما، الذى يمتلكه شخص آخر، يريد أن يستحوذ عليه لبناء برج سكنى.
المعالجة الكوميدية للأزمة لا تنفى قتامة الواقع الذى يعيشه عديد من المواطنين، ومنهم «أم وائل»، حيث تواجه نفس المصير فى البيت الذى تزوجت وعاشت فيه حتى تجاوزت الـ٧٠ عاماً، رافضة تركه، ما عطل خطة الورثة فى بيعه والاستفادة منه.
«مفيش حل تانى غير كده، كل السكان خرجوا من زمان، منهم اللى أخد فلوس عشان يسيب البيت لأصحابه، لكن أم وائل رافضة»، حسب شريف قرطام، ابن أحد ورثة البيت، الذى يقع فى منطقة حدائق القبة، ومكوَّن من ٥ طوابق.
يحكى «قرطام» أن أخواله يريدون تقسيم البيت فيما بينهم، والاستفادة من الميراث الذى تركه الجد، لكن ساكناً واحداً قادر على عرقلة أهداف عائلة بأكملها، لافتاً إلى أن البيت عمره أكثر من ٥٠ سنة، وتركه بعض السكان بعد سنوات طويلة من الإقامة به.
«كان فيه ٦ أشخاص، بدأنا نخرّجهم واحد تلو الآخر، أقل واحد فيهم كان قاعد بقاله ٢٠ سنة، لكن بقيت أم وائل فى مكانها، ورفضت الخروج زى غيرها من السكان»، يقولها «قرطام»، الذى يرى أن كلا الطرفين المالك والمستأجر لهما حقوق، لكن المصالح متشابكة، ويجب أن يجلسا للتفاوض لحل المشكلة.