باحثون يحذرون من فيروس جديد يصيب الكبد وينتقل عن طريق الفئران
لم يكد العالم يلتقط أنفاسه قليلا من فيروس كورونا المستجد، بعدما أعلنت بعض الدول احتواء الفيروس ومن بينها الصين والسويد، حتى ظهر فيروس آخر يصيب كبد الإنسان ويقضي عليه خلال أيام.
وكانت جامعة هونغ كونغ قد حذرت من وجود تحور في مرض الالتهاب الكبدي البشري، بعد وفاة مواطن ستيني الأسبوع الماضي بالمرض، وأظهرت أبحاث الأطباء علاقة الفئران في المرض وتأثيره المميت على الانسان، وفقا لموقع "سي إن إن" الأمريكي.
قال الدكتور سيدهارث سريدهار، عالم الأحياء الدقيقة وأحد الباحثين في جامعة هونج كونج، إنه تم العثور على فيروس يسبب الالتهب الكبدي الوبائي ويتنقل للإنسان من الفئران بالشوارع، وجاء ذلك بعدما أصيب رجل يبلغ من العمر 61 عاما بالفيروس وأظهرت التحليل نتائج إيجابية لفيروس الالتهاب الكبدي والمعروف باسم "فئران HEV"، كما أظهرت نتائج 10 من المقيمين في هونج كونج نتلئج إيجابيية مع الفيروس الكبدي في 30 أبريل الماضي.
وذكر "سيدهارث" أنه في 2018 ، صادف خبراء الأمراض المعدية في جامعة هونغ كونغ مريضًا غير عادي يبلغ من العمر 58 عاما، وخضع لعملية زرع كبد من قبل، وأظهر تحليله أن وظائف الكبد غير طبيعية دون سبب واضح.
ووجدت الاختبارات أن جهازه المناعي كان يستجيب لعلاج فيروس" التهاب الكبد E" وهو الفيروس المعروف للالتهاب الكبد الفيروسي وينتقل بين البشر، لكنهم لم يتمكنوا من العثور على السلالة البشرية من الفيروس في دمه.
والتهاب الكبد" E" هو مرض كبدي يمكن أن يسبب أيضًا الحمى واليرقان وتضخم الكبد، ويأتي في أربعة أنواع ، تنتشر في حيوانات مختلفة، و كان معروفًا أن واحدًا فقط من هؤلاء الأربعة يصيب البشر، ومنذ ذلك الوقت لم يظهر مريضا أخر، ولكن تجددت المخاوف مرة أخرى بعد ظهور 10 حالات مؤخرا، وبالبحث تبين أن المرض ينتقثل عن طريق الفئران.
وتنتقل السلالة البشرية من التهاب الكبد E عادة عن طريق التلوث البرازي لمياه الشرب، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، إلا أن السلالة الجديدة التي تنتقل عن طريق الفئران لا أحد يعرف كيف تصيب البشر بالتحديدـ، ولم يحدد الباحثون بعد المسار المحدد للانتقال من الجرذان إلى البشر.
ووضع الباحثون عدة نظريات لتفسير الأمر ومنها شرب المرضى المياه الملوثة أو التعامل مع الأشياء الملوثة، ولكن لم يتم إثبات أي شيء بشكل نهائي.
ولا يعرفون كم هي فترة حضانة الفيروس، أي المدة التي يستغرقها المرضى حتى يمرضوا بعد التعرض، وما زالوا يحاولون العثور على علاج ، حيث إن الدواء المستخدم لعلاج البديل البشري لالتهاب الكبد E كان له نتائج مختلطة على المرضى المصابين بفيروس HEV، وبالطبع لا يزال يزعج العلماء عدم معرفة كيفية انتقال الفيروس من الفئران إلى البشر، الامر الذي يجعل من الصعب جدًا منع حدوث المزيد من الإصابات .
وأكد الباحثون أن ما يعرفونه هو أن الفئران في هونغ كونغ تحمل الفيروس"نحن نختبر البشر ونعثر على الفيروس، ولكن كيف يقفز بالضبط بينهما، سواء كانت الفئران تلوث طعامنا ، أو هناك حيوان آخر معني، نحن لا نعرف وذلك هو الرابط المفقود"
ويجب حث الناس على اتخاذ تدابير وقائية ، مثل غسل أيديهم قبل تناول الطعام ، وتخزين الطعام بشكل صحيح أو في الثلاجة ، والحفاظ على نظافة وتطهير المنزل مع الحد الأدنى من أماكن تعشيش القوارض.
تعليقات الفيسبوك