شيخ الأزهر يدعو إلى إحياء الحوار بين المذاهب الإسلامية

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن التحديات الثقافة القائمة على التقسيم الطائفي تهدد المنطقة والعالم بأسره، داعيًا إلى استكمال المؤتمر الذي تنظمه مملكة البحرين، لإحياء الحوار بين اتباع المذاهب الإسلامية، للاتفاق على المشترك بينها وتعزيز الوحدة الوطنية والإسلامية، واحترام ما يختلفون فيه.
وشدد الطيب، في كلمته الافتتاحية بمؤتمر "حوار الحضارات" المنعقد في البحرين، اليوم، على خطورة اتخاذ الاختلافات المذهبية مدعاة للفتنية والكراهية بين اتباع الدين الواحد، داعيًا إلى قطع الطريق على الأعيب السياسية التي تستغل الدين وتتخذ منه لباسًا مخادعًا لتحقيق مآربها.
قال شيخ الأزهر، "إنني إذ أشكر لمملكة البحرين مبادرتها الحكيمة الواعدة التي تمليها الظروف والملابسات التي يمر بها عالمنا المعاصر، وخاصة العالمين العربي والإسلامي، لعقد هذا المؤتمر الهام، أقترح أن تستمر مملكة البحرين في رعايتها لهذا الحوار وهذا التعارف على بين الحضارات على مستويين: مستوى للحوار والتعارف بين أتباع المذاهب الاسلامية، نتفق فيه على ما بيننا من قواسم مشتركة، وهي كثيرة بحمد الله، ومشجعة على السير قدمًا في طريق الوحدة الوطنية والإسلامية، كما نتفق فيه أيضًا على أن يعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه، وأن يحترم أهل كل مذهب خلافيات المذهب الآخر، وألا يتخذ أي طرف من الأطراف هذه الخلافيات مادة يبعث بها الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، أو ينشر بها الكراهية بين أتباع الدين الواحد، وأن تقطع الطريق نهائيًا، على الألاعيب السياسية التي تعبث بالدين وتتخذ منه لباسًا خادعًا وزائفًا، لتحقيق مآرب دنيوية وأغراض ليست من الإسلام في شيء".
وأكد الطيب، أن الإسلام جاء برسالة سامية وقاد تجربة تاريخية طويلة، أثبتت أن الإسلام دين عالمي، كما أكد أن حضارة الإسلام كانت حضارة مفتوحة على العالم وتعاملت بكثير من الاحترام والتفاعل والتواصل مع الحضارات الأخرى، واستفادت من الحضارات الأخرى وإفادتها، مشيرًا إلى أن خاصية التعارف في الحضارة الإنسانية مكنت العالم الإسلامي من التواصل مع الآخرين، قائلًا "إن المسلمين مؤهلون لاستلهام روح حضارتهم من جديد، في عالم أصبح يعيش على سطح بركان عنيف".
اعتبر شيخ الأزهر، في كلمته، أن الحضارة الغربية أدت إلى حالة من الأنانية المفرطة وتمخضت على نظريات تمثل الاستعلاء، مثل نظرية صراع الحضارات ونهاية التاريخ، التي تشبه نظريات رسالة الرجل الأبيض وتفوق الجنس الآري في القرننين الماضي، مشددًا على أن استعلاء الغرب أضاع على العالم فرص كبرى في التعاون من حضارات الشرق.
وأشار إلى الدور التاريخي للأزهر في الدعوة لحوار الحضارات، منوهًا بدعوة الشيخ المراغي إلى الزمالة العالمية بين الأمم كافة، في كلمته أمام المؤتمر الدولي للأديان في أربعينيات القرن الماضي، داعيًا إلى وجود حوار داخلي يجمع بين الأمة العربية والإسلامية ويوحد مقاصدها العليا، في ظل عالم أصبح لا يفهم لغة غير الاتحاد والكيانات المتحدة، حسب قوله، مضيفًا "الغرب اتحد وليس في يده كتاب مقدس يدعو للوحدة.. لنا عناصر مشتركة كثيرة ولكن يقع بيننا العنف والبغضاء على أساس طائفي ومذهبي".