الفيوم تستنسخ تجربة "تونس" في قرى جديدة
"فهمي": نعتمد على نظرية "الإشعاع التنموي".. و"علي": سعداء بالمبادرة
قرية تونس بالفيوم.. نموذج تجري محاولات لتكراره
بعد نجاح تجربة "قرية تونس" بمحافظة الفيوم، التي حازت شهرة عالمية في إنتاج الفخار والعمارة البيئية، وأصبحت مقصدا مميزا للسياحة الداخلية والخارجية، تجري الآن، بالتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني، محاولة استنساخ التجربة بإحدى القرى المجاورة، وتدعى "موسى ميزار"، كبداية لنشرها في قرى أخرى بالمحافظة.
هذا ما يؤكده الدكتور عادل فهمي، أستاذ العمارة بجامعة العلوم الحديثة، والمسؤول عن تنسيق عملية تطوير القرية الجديدة، موضحا أن مبادرة التطوير جاءت أساسا من جامعة العلوم الحديثة في إطار مبادرات مساعدة القرى الأكثر فقرا، إلا أنها لاقت تشجيعا ودعما كبيرا يستحق التحية من جانب جهات مختلفة بالحكومة ومسؤولين رفيعي المستوى من محافظة الفيوم ووزارت التنمية المحلية والتخطيط والتضامن.
وقال "فهمي"، الذي يعتبر أحد رواد العمارة البيئية بمصر، إن خطة التطوير ستشمل وفقا لطلبات الأهالي، تطوير مساكن القرية التي تقادمت ووصلت لحالة متردية، وإعادة بنائها بالطرق البيئية، بالإضافة لحل مشكلة الصرف الصحي الذي طفح في البيوت ودفع الكثير من السكان لتركها أو هدمها، وذلك من خلال طرق للصرف الصحي صديقة للبيئة أيضا، من خلال إجراء عمليات ترشيح لمياه الصرف واستخدامها في زراعة أنواع من الأشجار، وهي الطريقة المستخدمة في بلدان كثيرة بإفريقيا.
وأشار أستاذ العمارة إلى أن المطلب الآخر للأهالي، والذي سيتم الاستجابة له أيضا ضمن مشروع التطوير، هو إنشاء مركز تطوير للأعمال الحرفية، يساعد على إعادة تشغيل الأهالي ورفع دخلهم، على غرار ما حدث في قرية تونس، وهو الأمر الذي سيقلل من الهجرة من القرية للمدن والمحافظات المجاورة، للعمل في أعمال هامشية، كـ "بوابين" أو ما شابه، ويدفع من هجروها للعودة مرة أخرى، حسبما أكد أهالي القرية.
وكشف عن أن جامعة العلوم الحديثة قدمت دعما للمشروع في مرحلته الأولى بقيمة 3 ملايين جنيها، وأن الدولة من جانبها ستدفع 4 أضعاف هذا المبلغ، ليتوفر بذلك مبلغ 15 مليون جنيها، بما يمكنهم من عمل تنمية في جميع الاتجاهات، من حيث المساكن وتطوير المهارات الحرفية والنواحي الصحية، لتصبح القرية خلال سنة تقريبا نموذجا مشابها لقرية تونس.
وأوضح "فهمي" لـ"الوطن" أن النظرية التنموية التي تحكمهم في عملية التطوير تلك، تسمى بـ"الاشعاع"، بمعنى أن المراكز الناجحة التي بها تجارب ملهمة يمكن أن تشع على محيطها، مثلما حدث عندما قلد أهالي القرى المجاورة تجربة قرية تونس في تلوين الحوائط الخارجية للبيوت، وهو ما يمكن أن يحدث أيضا خلال العمل في تطوير قرية "موسى ميزار"، حيث من المتوقع أن يشارك عدد من أهالي القرى المجاورة في عملية التطوير، وتعلم صناعات حرفية وتنموية، ليعودوا لقراهم ويكرروا التجربة.
ومن ناحيته، قال أحمد علي، رئيس الوحدة المحلية بقرية موسى ميزار، إن "قريته تعتبر من أشد القرى احتياجا ومعاناة على كل المستويات، حتى مياه الري التي تصلها قليلة، ولا يصلح بها غير زراعات الزيتون الذي يتحمل الجفاف والملوحة، كما أنه بعد زيادة معدلات التلوث ببحيرة قارون لم يعد أمام الصيادين الذين كانوا بها مصدر رزق، وأصبح أهل القرية يضطرون للسفر للمحافظات والمدن المجاورة، ومن بينها أكتوبر، للعمل في أعمال هامشية كبوابين أو ما شابه".
وأكد رئيس الوحدة المحلية في المقابل أن "أهالي القرية لديهم استعداد لأن تكون قريتهم نموذجية، وسعداء جدا بمبادرة تطويرها، وعمل مشروعات تنموية بها، لرفع مستوى معيشتهم وكفاءة منازل القرية وعمل مشاريع للصرف الصحي والرعاية الصحية بها، وتعليم أهلها صناعات حرفية".