العمل من المنزل
خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، لجأت الشركات بمعظم دول العالم، إلى جعل موظفيها يعملون من المنزل، حفاظا على صحتهم، وتطبيقا للإجراءات الإحترازية والوقائية التي نصحت بها منظمة الصحة العالمية، في محاولة للسيطرة على انتشار الجائحة.
ويتكلف الموظفون الذين يعملون بالمنزل، مصاريف إضافية مثل الكهرباء والإيجار والمياه والإنترنت، وهو الأمر الذي دفع المحكمة العليا بسويسرا، لإصدار حكم يفرض على الشركات السويسرية المساهمة في دفع إيجار موظفيها إذا كانوا يعملون من المنزل.
وتعود بداية القصة، إلى قضية رفعها موظف في شركة محاسبة، زعم أن شركته كانت مسؤولة عن جزء من إيجار المنزل أثناء إجباره على العمل من البيت، فيما ردت الشركة بأنها ليست مسؤولة عن إيجار موظفيها أثناء عملهم من المنزل، لأن العقد لم يكن مبرم فيه العمل من البيت، إلا أن المحكمة رفضت حجة الشركة.
وقالت إن الموظف يمكنه استرداد تكاليف الإيجار بأثر رجعي بعد مغادرة الشركة، وفقا لصحيفة "نيويورك بوست الأمريكي"، نقلا عن "موقع "سويس إنفو" السويسري.
كما قضت المحكمة، بتوزيع أرباح شهرية تصل إلى 157 دولار على الموظفين الذي يعملون بالمنزل، مقابل تكلفة الإيجار، وينطبق الحكم فقط على الموظفين الذين يعملون من المنزل، بناء على أوامر شركتهم، وليس العمال الذي يطلبون ذلك بشكل شخصي.
وفي سياق العمل من المنزل، أعلن مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة "فيس بوك"، أنه سيعطي كل موظف لديه 1000 دولار، لمساعدتهم خلال أزمة فيروس كورونا، كما ستم توزيع مكافأت عليهم، وفقا لموقع "ذا فيرج التقني".
وسيحصل كل موظف من موظفي الشركة البالغ عددهم 45000 على تصنيف عالي، أثناء مراجعة الموازنة المالية للشركة خلال الستة أشهر الأولى لعام 2020، التي تؤدي إلى مكافآت كبيرة، يمكن استخدامها لمساعدة الموظفين أثناء الوباء، ويبلغ متوسط تعويض فيس بوك للموظف حوالي 228 ألف و651 دولار.
كما التزمت الشركة بالفعل بدفع رواتب موظفيها لكل ساعة قضوها في المنزل، حتى لو لم يتمكنوا من العمل، ويجب أن يكونوا في المنزل بسبب فيروس كورونا.
وفي محاولة لخلق إبعاد اجتماعي، والذي يمكن أن يساعد في منع انتشار COVID-19، طلب فيس بوك أيضا من موظفي سياتل ومنطقة الخليج، العمل من المنزل، إذا كانوا قادرين وحظر الزائرين الاجتماعيين في المكاتب.
ولم يقتصر الأمر على فيس بوك فقط، بل امتد إلى شركة جوجل الأمريكية، التي قررت منح موظفيها الذين يعملون من المنزل 1000 دولار بدلا لهم، وفقا لصحيفة "إندبندنت".
وكتب الرئيس التنفيذي سوندار بيشاي للموظفين يوم الثلاثاء الماضي، أن جوجل ستقوم بسداد ما يصل إلى 1000 دولار للموظفين، لدفع ثمن المعدات لمساعدتهم على العمل من المنزل.
كما شرح بالتفصيل كيف ستقوم الشركة بإعادة فتح مكاتبها ببطء ، بدءًا من تناوب الموظفين من خلال المكاتب بسعة 10٪ في 6 يوليو ، والعمل بنسبة تصل إلى 30٪ في سبتمبر.
وتُظهر هذه الخطوة كيف أن واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم تحاول استعادة العمليات العادية بعد ظهور الفيروس التاجي، الذي أودى بحياة أكثر من 347000 شخص حتى الآن وأثر على أعمال الشركة الأم.
وكانت جوجل واحدة من أولى الشركات التي طلبت من جميع الموظفين العمل من المنزل، وتمكنت من إدارة التوقعات في جميع أنحاء المناطق التي أصابها الوباء، وأبلغتهم في مرحلة ما أنهم لا يستطيعون حساب عناصر مثل الطعام لاستبدال الطعام المجاني الذي يتم تقديمه في الكافيتريات بمقر الشركة في المعتاد أو عضويات الصالة الرياضية.
وسيوفر ذلك لموظفي شركة جوجل الذين يحتاجون إلى العودة إلى المكتب أو إذا سمحت قدراتهم بذلك، فرصة العودة على أساس محدود ومتناوب بنحو 10% من طاقة الإشغال.
وأشار "بيتشاي"، إلى أن المكاتب ستكون مختلفة، قائلا: "سيكون لدينا تدابير صارمة تتعلق بالصحة والسلامة لضمان اتباع الإرشادات المتعلقة بالتشتيت والتطهير الاجتماعي، لذلك سيشعر الموظف بأن مكتبه مختلف عما كان عليه عندما غادر".
كما أن المديرين سيخبرون الموظفين إذا كان عليهم العودة بحلول 10 يونيو، وبالنسبة لجميع الموظفين الآخرين، فإن العودة ستكون طوعية، وأن المهتمين بالعودة للمكاتب يجب أن يتحدثوا مع مدرائهم.
تعليقات الفيسبوك