بتعويض مالي.. حكم قضائي سابق يوضح حقوق علماء مكافحة الأمراض الوبائية
المستشار محمد خفاجي
مع انتشار جائحة فيروس كورونا COVID-19 في جميع أنحاء العالم، تظهر أهمية دور علماء الطب والفيروسات بمختلف التخصصات؛ وما يبذلونه لصالح البشرية من بحثٍ مستمر عن أي طريقة لإيقاف نشاط الفيروس القاتل، والتوصل إلى علاج أو لقاح لوقف استنزافه للبشريو.
وحتى الآن لم يتوصل الباحثون رغم جهودهم إلى أي علاج جديد الذي قد يستغرق وقتا ليس بقصير، ونظرا للسباق العالمي المحموم بين العلماء على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، يمنح ملايين البشر أملا جديدا في إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا المستجد الذي شلّ حركة البشرية على الأرض، فقد كشفت وثيقة قضائية سابقة تبين حقوق علماء مكافحة الأمراض الوبائية في المؤتمرات الدولية، إذ ألزمت محكمة القضاء الإداري في الإسكندرية، برئاسة الدكتور محمد خفاجي، جامعة الإسكندرية بأن تؤدي لأستاذ متفرغ بالجامعة من علماء بيولوجيا الخلايا قيمة المساهمة في تذاكر السفر لحضور المؤتمر العلمي لمكافحة الأوبئة العالمية الذي عقد في أوروبا منذ 5 سنوات.
وقدرت المساهمة بـ 4 آلاف جنيه، وقيمة الاشتراك في أعمال المؤتمر بواقع 250 دولارا، فضلا عن استكمال قيمة بدل السفر المقررة بـ6 أيام بواقع 600 دولار.
وذكرت المحكمة أنّ المدعي أحد علماء مصر في مجال بيولوجيا الخلايا، له أبحاث لصالح البشرية تواجه الأمراض الوبائية، وشارك بأبحاثه في أحد المؤتمرات العلمية الدولية بالخارج عن الأمراض الوبائية، ويتحمل المعهد العلمي الذي ينتمي إليه من الوحدات ذات الطابع الخاص، قيمة تذكرة السفر ذهابا وعودة، وتتحمل الجامعة بدل السفر المقرر قانونا، خاصة وأنّه الممثل الوحيد لمصر والجامعات المصرية، بين حضور مؤتمر علمي عالمي.
وتابعت المحكمة، أنّ رؤساء الجامعات ملزمون بالمساهمة في قيمة تذاكر السفر للأساتذة المتفرغين بالجامعات، مثلهم مثل أعضاء هيئة التدريس العاملين عند سفرهم للخارج للمؤتمرات العلمية، وتحمل قيمة الاشتراك في المؤتمر وبدل السفر بالدولار، والعلة في ذلك أنّه لا ينفصل العلماء عن التواصل العلمي مع نظرائهم بالخارج لتبادل المعرفة لصالح البشرية، فيحرمون من التقدم والمساهمة في رقي الفكر الإنساني، وتعطل روافد البحث العلمي.
وأضاف القاضي في الحكم أنّه لا يجوز لمجالس الجامعات أن تقصر قواعد صرف منح الإعانات والمكافآت، وما تساهم به الجامعة في المؤتمرات والمهمات العلمية على أعضاء هيئة التدريس العاملين دون غيرهم من الأساتذة المتفرغين، وهو تمييز غير مبرر، لأنهم يدخلون في عموم القائمين بالتدريس في الجامعات لعظيم خبرتهم وجليل تمثيلهم لمصر في المحافل الدولية.
واختتم القاضي، أنّ وقت الأزمات وانتشار الأوبئة تظهر أهمية دور علماء الطب والفيروسات في مختلف التخصصات، الذين يعملون لصالح البشرية وهم يبحثون عن أي طريقة لإيقاف نشاط الفيروسات القاتلة والتوصل لعلاج أو لقاح لوقف هجماته المسعورة على البشر.