م الآخر| أيامنا الحلوة
كل منا مرت عليه أيامًا لاينساها المرء تخلد في الذاكرة، حتى ولو كان في سن صغيرة، فالأوقات السعيدة يتم انطباعها بذاكرة كلٍا منا.
فالأيام الحلوة من وجهة نظري هي الأيام والأوقات التي يعيشها المرء، ويتمنى أن تدوم طويلًا، ولكن سرعان ما تنتهي هذه الأوقات السعيدة وتصبح ذكرى فقط، ونتمنى أن تعود مرة ثانية من جديد.
وتوجد أيامًا حلوة تتكرر سنويًا في حياتنا، وهي الأيام التي بدأت منذ فترة وجيزة، وهي فعلًا أيامًا حلوة؛ لأنها تبدأ بالخير وينعم بها الجميع، وهي أشهر (رجب وشعبان ورمضان)، فهي فعلًا أيامًا يستعد لها المرء من العام إلى العام، وننتظرها جميعًا لما بها من روحانيات عالية تجعل نفوسنا صافية وهانئة، وننعم جميعًا بهذه الأيام بفرحة وبهجة وسعادة (خاصة أيام رمضان)، فلم ولن نجد ما نحس به هنا في بلدنا الحبيب في أي بلد آخر، فقط في مصر تزداد الروحانيات في أيام رمضان، ويعم الخير فيها.
ومن ناحية أخرى تكون الأيام الحلوة التي نعيشها في الصغر تحفر في أذهاننا، ولا ننساها ونقوم بتذكرها في الأوقات العصيبة، التي نحن فيها،
فمثلًا الطفل الصغير يعيش أسعد أيام عمره؛ لعدم تحمّل المسئولية التي يجدها في الكبر، وكلما مر الزمن بالفرد يتذكر الأيام التي عاشها في الصغر وكما قال الشاعر "ليتَ الشبابُ يعودُ يومًا".
ومن منا لم يتذكر أيام الدراسة، والأصحاب، والأيام التي عشناها في الصغر ونتمنى أن تعود، فكل مرحلة نمر بها سواء طفولة أو دراسة، حدثت فيها أحداث سعيدة في أيام جميلة لم ننساها، وأذكركم بفيلم سينيمائي جميل من الزمن الجميل للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والفنانة القديرة فاتن حمامة، ومعهما أحمد رمزي، وعمرالشريف، وكان الفيلم يحمل نفس الاسم "أيامنا الحلوة"، فكان فعلًا عملًا سينمائيًا رائع للتعبير عن أيام الشباب والإحساس بها.