حب غير عادي، جمع وئام منذ صغرها بالمكعبات، التي عشقتها وصنعت منها أشكالا مختلفة ومميزة، ولإصقال موهبتها، التحقت بكلية الهندسة قسم العمارة بجامعة حلوان، التي تعرفت فيها على قواعد المعمار، بداية من الماكيت حتى الإنشاء، ولشغفها الكبير بتصميمات المباني خاصة الأثرية القديمة لما بها من التفاصيل المعقدة الغنية بالفن والإبداع، صنعت منه نماذج مصغرة تحاكي الشكل الطبيعي للمبنى، في بروزة لتراث وأحياء تتسم بروح مصر العريقة.
استغلت وئام دراستها في تطبيقها لممارسة ما تحب، وصنعت تصميمات غاية في الدقة لعدة مباني أثرية، فبدأت بماكيت الكاتدرائية، ثم برج بيزا المائل بإيطاليا لمادة تاريخ العمارة القبطية، وهي لا زالت في السنة الأولى من كليتها، بمعاونة صديقتها هبة طاهر، في إطار تكليفات الدراسة، وتقدم الماكيت لعدة معارض تابعة لكلية الهندسة الخاصة بتلك التصميمات.
تطور الأمر مع وئام وأصبحت لا تجد المتعة سوى في عمل المجسمات والاهتمام بتفاصيلها، التي يكمن بها سر جمالها، من تسجيل عمر المبنى وإبراز مميزاته وتحديد هويته من عصر فرعوني وقبطي وإسلامي.
ومن تصميماتها، مسجد السلطان حسن، الذي اهتمت بتصغير حجم تفاصيله، وشاركت به في أول معارضها Artour 2 للفنان أحمد رفاعي وحسام محمد.
ردود الأفعال الايجابية جعلت أحد المسؤولين عن قصر السكاكيني يطلب الحصول على صور للماكيت لعرضها في قصر السكاكيني حين افتتاحه، وعندما تواصلت معه طلب عمل مزاد للقصر على الصفحة الرسمية لقصر السكاكيني، وبعدها فازت بدرع المركز الأول في الإبداع.
لم يتوقف حلم وئام عند هذا الحد، بل طوّرت نفسها وعملت على تصميمات من البازيليكا والكولوسيوم وماكيتات مودرن، إضافة لـ دايوراما للعشوائيات، وحتى وقتنا مبنى عمر أفندي قيد التنفيذ، إلى جانب عدة أعمال أثرية أخرى.
تستخدم وئام عدة خامات لتنفيذ أعمالها، بينها الطين الأسواني والكرتون والورق والصلصال الحراري وخشب، إضافة إلى البلاستيك في شكل إعادة تدوير.
تحلم وئام بصنع اسم لها في مجال المجسمات والتصميمات المختلفة، طامحة للوصول للعالمية، كما تمنت أن يصبح ذلك النوع من الفن مادة مدرسة من الصغر، للاستفادة من إبداعات الأطفال ونشر أعمالها في معارض عالمية، ليعرف العالم مدى قوة وإبداع حضارتنا بغناها من عدة ثقافات وعصور ترجمت لمباني لا مثيل لها.
تعليقات الفيسبوك