خبراء أمنيون: بنغازى أصبحت خارج السيطرة ومصر لن تتدخل مهما كانت المبررات
قال خبراء أمنيون واستراتيجيون إن «كل التطورات فى بنغازى تؤثر على الأمن القومى المصرى، فى ظل انتشار العناصر الإرهابية فيها وضعف المؤسسات الرسمية فى الدولة الليبية». لكن الخبراء شددوا على أن مصر لن تتدخل فى بنغازى مهما حدث، وهذه سياسة ثابتة لأن بنغازى أصبحت خارج سيطرة الجميع منذ دخول حلف شمال الأطلنطى لإسقاط نظام العقيد معمر القذافى.
وفى اتصال هاتفى مع «الوطن»، قال الخبير الأمنى، اللواء سامح سيف اليزل إن «ما يحدث فى بنغازى الآن هو استمرار لحالة عدم الاستقرار الأمنى وعدم وجود سلطة قوية للدولة الليبية وعدم وجود سلطات أمنية واضحة المعالم وضعف الجيش الليبى، وعدم قدرته على السيطرة على المناطق المتوترة». وأضاف «سيف اليزل»، تعليقاً على تحركات اللواء خليفة حفتر، أن «استخدام القوة من أى طرف غير رسمى داخل الدولة الليبية مشكلة فى غاية الخطورة، وخاصة أن هذه التنظيمات تخضع لأنظمة خارجية، والحل لن يكون إلا بتقوية مؤسسات الدولة الليبية».
وحول فرضية تدخل مصر فى بنغازى، فى ظل التهديدات الكبيرة للأمن القومى المصرى، قال «سيف اليزل»: «هذا أمر مرفوض تماماً، لا أنصح الدولة المصرية بالتدخل فى الشأن الليبى، مثلما أننا نرفض التدخل فى شئوننا». وأضاف: «تدخلنا فى بنغازى يعطى مبرراً لمن يتدخلون فى شئوننا الداخلية، ومهما كانت التهديدات فلا أنصح بالتدخل».
من جهته، قال الخبير الاستراتيجى اللواء أحمد عبدالحليم، إن «بنغازى هى نتاج طبيعى لتدخل حلف شمال الأطلنطى الذى فصلها عن باقى الدولة الليبية، ولا أحد يستطيع تطهيرها نظراً لمساحتها الكبيرة، وانتشار العناصر الإرهابية فى ظل عدم قدرة الجيش الليبى على السيطرة عليها». وأضاف «عبدالحليم»، فى اتصال مع «الوطن»، أن «الحل فى يد الشعب الليبى، وليس فى أى تدخل دولى».
وحول ما يثار عن دور محتمل لمصر تجاه بنغازى، قال «عبدالحليم»: «مصر لن تتدخل فى ليبيا أو بنغازى وهذا موقف ثابت لمصر، وقوات الناتو عندما تدخلت فى ليبيا، نحن رفضنا أن نشارك فى أى عمل عسكرى». وأضاف: «أى تدخل مصرى فى ليبيا من قريب أو من بعيد يعنى حكماً بالإعدام على كل المصريين الموجودين فى ليبيا، ويعنى أننا اتخذنا قراراً بحرقهم».