أبحاث تكشف:السد العالي يقاوم التغيرات المناخية بتغيير المناخ المحلي لبحيرة السد
كشفت دراسة بحثية عرضها أمس الدكتور خالد مدكور،قسم الجغرافيا جامعة عين شمس، ضمن أعمال المؤتمر السنوي لمعهد البحوث الإفريقية المنعقد بجامعة القاهرة عن التغير المناخي، مقاومة السد العالي لظاهرة التغيرات المناخية من خلال تغيير المناخ المحلي لبحيرة السد نحو الانخفاض.
أشار"مدكور" لرصد الدراسة لاتجاه درجة الحرارة العظمي نحو الانخفاض فوق بحيرة السد بمعدل (- 0.01) سنوياً منذ عام 1974، يرجع ذلك إلى دور بحيرة السد العالي في تلطيف حدة الحرارة نهاراً من خلال نسيم البحيرة الذي يعمل على خفض درجة حرارة الهواء خلال ساعات النهار.
أضاف "مدكور" بأن بحيرة السد تعمل خلال ساعات الليل على زيادة دفء الهواء لانها تعيد بث ما اكتسبته من إشعاع خلال ساعات الليل، ولا تفقده بشكل سريع على العكس من اليابسة المجاورة.
على صعيد آخر، حذرت دراسة للدكتورة منى الكيالي،أستاذ بقسم الجغرافيا ونظم المعلومات في جامعة حلوان، من تعرض دلتا النيل إلى تغيرات ملحوظة في درجات الحرارة، وكمية المطر. وفقدان 15% من الآراضي الزراعية بفعل تملح الآراضي الزراعية بعد ارتفاع منسوب البحر الأبيض المتوسط وفقاً للسيناريوهات المتوقعة.
أكدت عدد من البحوث المحلية والدولية غرق أجزاء من الدلتا في مصر خلال 35 عاماً الماضية بعد زيادة مستوى سطح البحر بنحو 18 سنتيمترات عام 2010،وأن المناطق الأكثر تأثراً في مصر السواحل منها سواحل محافظة كفر الشيخ التي تمتد لأكثر من 80 كم.
من جانبه، طالب الدكتور السيد البنا،مدير إدارة المواقع الأثرية بالدلتا سابقاً، بضرورة وضع خطة إنقاذ عاجلة لمواجهة الآثار السلبية المتوقعة على التلال الأثرية الواقعة في نطاق الساحل بمحافظة كفر الشيخ من الغرق البالغ عددها 78 تل على مساحة 1200 فدان، ومن أشهر التلال المعرضة للخطر تل (مسطروه-المقلوبة-المقصبة-الصهاريج).
فيما يتعلق بآثار التغير الحراري على الأمن الغذائي في مصر الوسطى، كشفت الدكتورة داليا مصطفى،أستاذ بقسم الجغرافيا بجامعة الفيوم، بأن التغير المناخي سيؤدي لنقص الإنتاجية الزراعية لبعض المحاصيل الزراعية مثل القمح الذي ينخفض إنتاحيته إلى 18% إذا ارتفعت درجة الحرارة عام 2050 4 درجات مئوية، وانخفاض محصول الذرة بمعدل 19%، والأرز ينخفض بمعدل 11%، وقصب السكر يتوقع انخفاض محصولع بمعدل 24%.
أشارت "داليا" إلى محصول القطن الوحيد الذي يزيد انتاجية محصوله ،وفقاً لسيناريوهات الدراسة، بارتفاع درجات الحرارة المتوقعة عام 2050 ليرتفع بمعدل 17%.
وطالب المشاركون بالمؤتمر على ضرورة دراسة تأثير التغيرات البيئية الحرارية والآثار المحتملة على التنمية العمرانية بالمناطق الساحلية، والتعرف على سياسات التنمية المقترح التعامل بها في تلك المناطق لاستغلال الموارد والموقومات لاحداث تنمية عمرانية شاملة بالمناطق الساحلية في ظل التغيرات البيئية.