نشر ثقافة التبرع بالدم والصفائح الدموية بين أهل الصعيد، لم يكن أمراً هيناً، فالكثير من الحملات كانت تنطلق وتبوء بالفشل، إما خوفاً من العدوى، أو التفكير فى أن المتبرع لن يستفيد منها بشكل شخصى، حتى قرر عبد الحافظ أحمد، ومعه مجموعة كبيرة من شباب الصعيد إطلاق مبادرة توفر رصيد للمتبرعين فى بنك الدم الإقليمى، وهو ما حقق هدفهم، وصار هناك فائض فى كمية التبرعات، بمحافظة الأقصر.
"نعمل منذ عام 2011، على دعوة الناس للتبرع بالدماء، لأن الموضوع شحيح جدا بين أهل الصعيد رغم أهميته، وكانت النتيجة دوماً غير مرضية، وأحيانا صفر، حتى طورنا فكرة المبادرة، وهى تقوم على أن أى قرية فى الصعيد يتبرع أفرادها بالدماء، يصبح بمثابة رصيد لهم عند بنك الدم الإقليمى، ويمكنهم السحب منه فى أى وقت"، كلمات عبد الحافظ، 31 عاماً، موظف حكومى، وعضو فى المبادرة.
7 قرى فى محافظة الأقصر، صار يُضرب بها المثل فى التبرع بالدماء، ومازال أفراد المبادرة يجوبون بقية قرى الأقصر: "كيس الدم له صلاحية هى 35 يوماً، بعدها يصبح بلا قيمة، وكل قرية لن تستهلك أكياس الدم التى تبرعت بها خلال هذه الفترة، فهذا يفيد فى توفير فائض لمرضى النخاع الشوكى، عمليات الولادة، الجراحة العاجلة، الحوادث، وغيرها، وبالتالى ينقذ أرواح من الموت المحقق، وفى الوقت نفسه يكون هناك سجل بعدد أكياس الدماء التى تبرعت بها كل قرية، لا يمحى مهما مر عليه وقت".
لا ينكر "عبدالحافظ" أن تعاون بنك الدم الإقليمى، ورعايته للمبادرة هو ما ساهم فى نجاحها: "يتفق بنك الدم الإقليمى، مع كل قرية أن يكون لهم مندوب داخل البنك، وهو يأتى فى حال الاحتياج لأكياس دم لأحد سكان القرية".
ينفى "عبد الحافظ" أن يكون فيروس كورونا له أثر سلبى على عمليات التبرع: "على العكس خلال الأسبوع الماضى نظمنا ثلاث حملات، كان آخرها أمس الأول، وجمعنا فيها ما يقارب 50 كيس دم، فنحن وكذلك المتبرعين نلتزم بإجراءات الوقاية كاملة".
تعليقات الفيسبوك