هيام من صاحبة "جاليري" بالزمالك إلى "بائعة متجولة" في عزبة النخل
مساحة صغيرة قد لا تتعدى المتر طولاً وعرضاً في أحد الجوانب الضيقة لمنطقة عزبة النخل، استقرت طاولة صغيرة تحمل فوق منها مجموعة من المشغولات اليدوية كالحلي والإيشاربات والعقود الذهبية، تثير دهشة المارة.
"الحاجات دى مكانها مش هنا"، وجهة نظر المواطنين كانت فى محلها، فتلك الأعمال الفنية كانت جزء من "جاليري" هيام في منطقة الزمالك، التي حاصرها كابوس الإخوان فقضى على أحلامها وأصبح بازارها السياحي "على الحديدة"، فلم يكن أمامها سوى الجلوس في الشارع لتواجه انتقادات ومضايقات "من هب ودب" من أجل توفير مصدر دخل يعينها على الحياة دون الحاجة لمد اليد طلبًا للمساعدة.
"يموت الزمار وصوابعه بتلعب" هكذا بدأت هيام حسين (31 عامًا- حاصلة على منحة إيطالية في صناعة الحلي) حديثها لـ"الوطن"، صاحبة أكبر "جاليري" للمشغولات اليدوية داخل منطقتها على حد قولها، حيث اضطرت للجوء إلى الشارع، بعد أن أغلقت البازارات السياحية الباب بعد عنف الإخوان الذي ضرب بالانتعاش السياحي عرض الحائط "حسبي الله ونعم الوكيل"، متحملة كل المضايقات التي تتعرض لها من فئة الشباب "التحرش" مستعينة بمقولة "إن الزبون دائمًا على حق".
بنبرة حزينة تقول هيام وهي تتكئ على إحدى ذراعيها "بأنها تتنظر اللحظة التي تأتي ليتبدل حزنها بفرحة تنعم بها وسط أطفالها الصغار حال فوز المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي"، وأنها ستمنح صوتها له، حيث ترى فيه المرشح الرئاسي الأقوى الذي سينعش السياحة، لأنه يستحوذ على ثقة واحترام الدول العربية التي تدعمه بالأموال والمشاريع الاستثمارية.
فلم تكتفِ عند هذا الحد بتقديم موهبتها لجمهورها، فقررت أن تسربه إلى الصغار خاصة من أفراد جنسها، حتى يتمكننا من البقاء على الحياة، فأعلنت هيام عن تقديمها لدورات تدريبية للأطفال لتعلم الرسم من خلال ورقة معلقة ترقد بجانب "الطاولة" داخل ورشة عمل بمدخل "حوش" العمارة التي تسكن بها.