أكثر من ثلاثة أشهر دون عمل أو مصدر رزق يعينهم على مصاريف الغربة الباهظة حتى ضاقت أنفاسهم، وتملك منهم التعب النفسي منهم، وبعد توقف حركة الطيران وانقطاع سبل التواصل مع المسؤولين والأهل بسبب تفشي فيروس كورونا.
يعيشون على أمل العودة لوطنهم، يحلمون باليوم الذي ترسل فيه الحكومة طائرة لإجلائهم من مدينة لومباشي بدولة الكونغو الديمقراطية، يستغيثون بكل ما أوتوا من قوة لسماع أصواتهم، بعدما علموا بقدوم طائرة يوم 4 يوليو المقبل، لكن لن تذهب إلا للعاصمة كناشاسا فقط التي تبعد عنهم بمسافة حوالي 2500 كليو متر بما يعادل سفر ثلاثة ساعات بالطائرة ولا يوجد وسيلة أخرى للتنقل بين المدن في ظل توقف الطيران الداخلي.
أكثر من 23 مواطناً مصرياً يستغيثون من أجل عودتهم على نفس الطائرة مطالبين بذهابها إليهم خاصة أن أعدادهم متساوية مع الموجودين في العاصمة، وأصبح الوضع سيئاً بالنسبة لهم، منهم نادر محمد السيد، بائع متجول، كان يجهز لعودته قبل 4 شهور وتأخر استلام جواز سفره حتى حلت الجائحة وسلبت منه فرحة رؤية أطفاله وأسرته: "ظروفنا الصحية والنفسية صعبة بنطالب ننزل، إحنا هنا مخنوقين وفلوسنا خلصت".
يستغيث "نادر" بالدولة، من أجل عودتهم أسوة بمعظم العالقين الذين عادوا لأوطانهم سالمين، بعدما مرضوا وتم حجز عدد منهم في المستشفيات الخاصة ودفع آلاف الدولارات للتعافي: "عايزين نروح في أسرع وقت، إحنا مرضى هنا ومصر حريصة ترجع ولادها، وأنا تبعت 3 مرات ومكنتش عارف أتعالج ودفعت في المرة الواحدة 650 دولار ومعنديش شغل، أنا لو لقيت طيارة في الجو هاين عليا اتشعلق فيها وأرجع".
"اللى شغال معاه استغنى عنى أول ما قفلوا وقعدت بدون مرتب"، يقولها بحزن شديد نور رمضان، 32 عاما، كان يعمل في محل أدوات منزلية، مؤكدًا أنهم لم يعد لديهم مال للإنفاق على أنفسهم خاصة أن المصاريف هناك مبالغ فيها: "لحد الآن بنصرف من لحم الحى، وهنا المصاريف غالية، مش معانا فلوس، وكلمنا السفارة وجمعنا أعداد، لحد الآن مفيش جديد".
أغلقت البلد بالكامل منذ يوم 19 مارس الماضي ولم يتمكن كريم عمارة، مهندس مدني، من العودة لوطنه، لا يعرف متى ستعود الحياة حتى تنتهي أزمتهم التي تسببت في مشاكل نفسية وصحية وجسديا، لم يعد هناك عمل يعوضهم عن غربتهم، يعيشون بين أربعة جدران كأنهم في سجن ينتظرون لحظة الإفراج عنهم: "العيشة في أفريقيا صعبة وكل واحد صفى شغله ومشى الناس، وإحنا هنا موجودين في المدينة التانية بعد العاصمة واتواصلنا مع السفارة بعد فترة طويلة وهما مش في ايديهم حاجة".
من جانبه أكد السفير حمدي شعبان، سفير مصر في دولة الكونغو، أن الطائرة التي ستحضر يوم 4 يوليو المقبل مقتصرة فقط على العالقين في العاصمة كينشاسا ولن تتمكن من الذهاب لمدينة لومباشي لنقل المصريين هناك، لظروف اقتصادية، لافتًا إلى أن الشركة خاصة وستمر على ثلاثة عواصم فى أفريقيا وهي جوهانسبرج عاصمة جنوب أفريقيا ونيروبي عاصمة كينيا والعاصمة الكونغولية: "بنحاول يكون فيه رحلة تانية قريب وعلى تواصل شبه يومي معاهم ومع الخارجية لإيجاد حل لعودتهم ونعلم ظروفهم الصعبة لكن مش في إيدينا".
تعليقات الفيسبوك