سكان "التحرير": 30 يونيو كانت نهاية الأزمات.. والشعب كان إيد واحدة
أحمد رمضان
منذ الساعات الأولى ليوم 30 يونيو 2013، خرج الملايين صوب الميادين معلنين تمردهم على نظام الإخوان الذي حكم مصر عام كاملا، كان الفيض كال بالناس من هذا النظام الذي يهدد مستقبل مصر، وكان ميدان التحرير أشهر الميادين التي قصدها الناس، واحتشدوا فيها.
"الوطن" تستعيد ذكريات ذلك اليوم، مع أهالي وأصحاب المحلات الموجودة في محيط ميدان التحرير، والذين كانوا شاهدين على الحراك الشعبي والمظاهرات التي اندلعت من 25 يناير عام 2011.
بوجه أسمر، يجلس أحمد رمضان، 39 عاما، خلف مئات من عبوات الحلوى وعلب السجائر داخل "كشك" يطل على ميدان التحرير، هذا البائع الذي جاء من محافظة سوهاج بصعيد مصر، وصل القاهرة عام 2010 أي قبل اندلاع ثورة 25 يناير بعام واحد، لذا كان أحد الشاهدين على كامل الحراك الشعبي في ميدان التحرير.
يتذكر رمضان ما حدث، قائلا: "شوفت كل المظاهرات اللي حصلت من أول 25 يناير لحد آخر حاجة اللي في 30 يونيو، وقتها كان الناس في الميدان من 7 الصبح، وكانوا كتير أوي، وكأنه كان فرح مش مظاهرة، الناس كلها فرحانة وبتهتف ضد الإخوان".
يوضح أنّه كانت هناك نقاط تأمين على مداخل الميدان ومجموعات من الناس تؤمن سلامة المتظاهرين وكان هناك نظاما، حيث كانت هناك مجموعات كبيرة من المتظاهرين جاءوا ونصبوا المنصات وجهزوا للفاعلية مثل بقية الفعاليات التي كانت تجهز المنصات قبلها بيوم، أو استخدام منصات ثابتة تابعة لكيانات سياسية.
يضيف رمضان أنّه لم يشارك في أي مظاهرات أو ميول سياسية، وكان فقط يتمنى الاستقرار لمصر، وهو ما تحقق بعد ثورة 30 يونيو، حيث عم الأمان والاستقرار في مصر، متمنيا أن يدوم الاستقرار لمصر: "يهمني البلد تبقى مستقرة زي دلوقتي، والحمدلله إحنا بخير"، لافتا إلى أنّ مظاهرة 30 يونيو كانت بها أعداد كبيرة جدا، واحتشد الناس في الميدان والمناطق المحيطة به.
أما جمال محمود، في العقد السادس من عمره، فيجلس داخل أحد المحلات الصغيرة لبيع الملابس، في نهاية شارع طلعت الحرب المطل على ميدان التحرير، يقول: "الناس جت خرجت على الإخوان وقتها وكان حشد كبير أوي، وكان في ستات كتيرة، والحمدلله 30 يونيو كانت نهاية الأزمات لمصر، ومن وقتها والدنيا أمان ورجعنا اشتغلنا".
يؤكد محمود أنّ أغلب العمارات المطلة على ميدان التحرير لشركات ومكاتب وليس بها سكان إلا القليل، وأنّه يبيع الملابس في محله المطل على الميدان منذ 30 عاما، ولا يوجد من الأهالي سوى القليل، موضحا أنّ الأعداد القليلة من الأهالي تركت الميدان منذ اندلاع الثورات والمظاهرات والاشتباكات، ورحلت ولم تعد إلا بعد ثورة 30 يونيو وعودة الاستقرار.
ويعلق محمود عكاشة أحد العاملين في مطعم بشارع باب اللوق، المجاور لميدان التحرير: "شوفنا أيام صعبة من 25 يناير، كانت الاشتباكات بتدور من وقت للتاني، لكن من وقت ثورة 30 يونيو والدنيا هديت، الشعب كله كان فرحان والطيارات كانت بتحول فوق الميدان وده اللي كان بيميز 30 يونيو عن المظاهرات التانية".
ويوضح أنّ التظاهرات استمرت حتى نهاية اليوم، وكانت أكثر المظاهرات التي جرى تأمينها، وتوقع أن يهجم الإخوان على المتظاهرين، وكان هناك خوف من حدوث مجزرة، وكان عدد الذين يؤمنون التظاهرات بالآلاف، قائلاً: "الشعب كان خايف من الإخوان وكان نفسه يخلص بسرعة، وكان فيه إجماع من الناس وكل الأحزاب، عشان كده حجم المظاهرات كان كبير جدا، والناس ملت الشوارع المحيطة بالميدان".
أما قاسم أحمد 42 عاما، عامل بأحد المقاهي المطلة على ميدان التحرير، يشير إلى أنّ الناس في ثورة 30 يونيو كانت تشعر بالوحدة أكثر من باقي المظاهرات، وأنّه كان يغلق المقهى ويبقى أمامها خوفا على المحتويات التي بداخلها.
يقول: "الناس كان في بينهم وحدة في الهدف أكتر من باقي المظاهرات، لأن الكل كان ضد فصيل واحد، وهي دي الثورة اللي نزل فيها حزب الكنبة اللي كان قاعد طول الوقت في البيت"، موضحا أنّه شاهد الكثير من الناس لم يشاهدهم في باقي المظاهرات، من ربات بيوت وكبار في السن بأعداد كبيرة، وأسر كاملة كأنّها أول مرة تشارك في مظاهرة، قائلا: "يعني أنا بقيت شايف ناس حاسس إنها أول مرة تنزل من بيوتها".