أولياء أمور "أبناؤنا في الخارج" يطالبون بإصدار شهادات ببيان الدرجات
الطالب يوسف وائل
حالة عارمة من الغضب انتابت عددا من أولياء أمور الطلاب الملتحقين بنظام تعليم "أبناؤنا في الخارج"، مطالبين وزارة التربية والتعليم المصرية بتطبيق قرارات الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم.
فمع بداية تفشي فيروس كورونا منتصف مارس الماضي اتخذت حكومات دول الخليج التي يعيش فيها عددا من المصريين، قرارات صارمة، نصت على إلغاء الامتحانات لبعض الصفوف الدراسية واستبدال الامتحانات بالنسبة للفرق الأخرى بإنجاز أبحاث على المناهج كاملة، وذلك تطبيقا للإجراءات الاحترازية التي تنص على ضرورة التباعد الاجتماعي، وهو الأمر الذي تماشى مع قرار وزير التربية التعليم المصري، إلاّ أنّ القرار وتنفيذه لم يمر مرور الكرام، خاصة بعد صدور شهادات الصف الثالث الإعدادي والتي بموجبها ينتقل الطلاب إلى المرحلة الثانوية في حالة النجاح.
تقول الدكتورة ولاء فوزي، والتي تقطن بمحافظة القطيف، شرق المملكة العربية السعودية، أنّ فتيل الأزمة اشتعل بين أولياء الأمور ووزارة التربية والتعليم المصرية بعد ظهور نتائج الأبحاث التي سلمها أبناؤهم الذين يدرسون بالصف الثالث الإعدادي: "اتفاجئنا من نحو أسبوع بظهور نتيجة ابني أحمد ومكتوب في الشهادة اجتاز، دون أي بيان تفصيلي للدرجات وده مخالف لقرار الوزارة"، تشير "ولاء" إلى أنّ وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي كان قد أصدر بيان مسبقا لنظام "أبناؤنا في الخارج" مع بداية أزمة الوباء نص على الاكتفاء بالأبحاث بالنسبة للصفوف الدراسية بداية من الصف الثالث الابتدائي حتى الثاني الثانوي، والذي أفاد أنه على كل طالب عمل مشروع بحثي من إحدى المشروعات المطروحة من قبل الوزارة، وبالتالي من يقم بعمل البحث ويتم قبوله يصبح ناجحا ويحصل على درجة التقييم كاملة، إلاّ أنّ ذلك لم يحدث، ليتفاجأ أولياء الأمور بقرار جديد يفيد بأنه على طلاب الصف الثالث الإعدادي الراغبين في العودة إلى مصر والالتحاق بإحدى المدارس الثانوية أداء الامتحان التكميلي بنفس مواصفات الورقة الامتحانية للفصل الدراسي الأول.
وتتابع: "الكلام ده مش مقبول وغير مفهوم لأن نظام (أبناؤنا في الخارج) بيعتمد على امتحان واحد فقط في شهر أبريل والسنة كلها على بعضها معندناش نظام الفصلين الدراسيين".
وتقول "ولاء": "في طالب على نظام (أبناؤنا في الخارج) أهله راحوا من يومين يطلعوا له شهادة من إحدى مديريات التربية والتعليم في مصر، واستلموا الشهادة مكتوب فيها إنه اجتاز المشروع البحثي ومنقول للصف الأول الثانوي، ومعاها ورقة مرفقة بتنص على إنه تقرر عقد امتحان تحديد مستوى لطلاب الصف الثالث الإعدادي بنفس مواصفات الورقة الامتحانية للفصل الدراسي الأول"، متسائلة بغضب: "يعني إزاي بيدوهم شهادة وفي نفس الوقت بيناقضوا كلامهم".
الأزمة ذاتها تكررت بالنسبة لأحمد مختار، طبيب أشعة، أحد سكان مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية، حيث يقول "مختار" أنّ هذه هي السنة الأولى التي يلتحق فيها نجله بنظام تعليم أبناؤنا في الخارج: "قدمنا البحث للمكتب الثقافي المصري وبعد كده اتفأجئنا إن الشهادة مكتوب فيها اجتاز ومفيش أي نظام تعليم ولا حتى السفارة المصرية هتقبل بشهادة دون درجات، يعني كده مالهاش لازمة دون ما يمتحن على السنة، طيب إزاي وهما قالوا إن مفيش امتحانات وهيبقى أبحاث بس، ولادنا مستقبلهم هيضيع".
ويتابع: "لما تواصلنا مع مسؤولين في إدارة الامتحانات بالقاهرة قالوا لنا إنهم هيعقدوا الامتحان ده في نهاية أغسطس أو بداية سبتمبر، طيب إزاي ورحلات الطيران كلها واقفة ومش عارفين هيفتح امتى، مفيش أي مراعاة أو استثناء لظروف خارجة عن إرادة أي حد".
لم تقتصر الأزمة على المقيمين داخل حدود المملكة العربية السعودية، ولكن امتدت لعدد من الدول الخليجية، كالإمارات العربية المتحدة والكويت، حيث تقول مروة بيومي، أستاذ صحة عامة في كلية طب الزقايق، تقيم في مدينة الجهراء بدولة الكويت، أنّ نتيجة أبحاث نجلها يوسف وائل لم تظهر بعد ولكن تم إرسال التنبيه ذاته الخاص بإجراء امتحان للطلاب في حال أرادوا الالتحاق بالمدارس الثانوية: "طيب إزاي أصلا هيمتحنوا طلاب وقفوا دراسة لأكتر من 6 أشهر، إحنا اعتمدنا على الأبحاث ومعملناش حساب للامتحانات خالص، والولد نفسيته تعبانة، يعني كده مش هيلاقي نظام يقبله وهيقعد في البيت وكمان مش هينفع يبقى معاه إعدادية حتى عشان شهادته مش معترف بيها".
وكانت "الوطن" قد تواصلت مع وزارة التربية والتعليم للحصول على رد بشأن ما أورده أولياء الأمور بهذا الخصوص، إلاّ أنّ الوزارة رفضت التعليق.