دراستها فى كلية الصيدلة لم تمنعها من مواصلة شغفها بـ«الكروشيه»، فكانت آلاء محمد تهادى صديقاتها بأجمل المشغولات، وتسمع كلمات الإشادة والنصائح المتكررة بافتتاح مشروع خاص لتسويق منتجاتها، استمر الحال حى تخرجت وتزوجت وأنجبت، وعاشت بعيداً عن أهلها، وكانت تقضى وقت فراغها فى نسج الخيوط، وعمل أجمل المشغولات وافتتحت مشروعاً من المنزل، وأجلت العمل الصيدلى حتى تسمح ظروفها الأسرية بذلك.
مرت الأيام وكبر ابنها والتحق بالمدرسة، وشعرت «آلاء» بالملل وأرادت أن يكون لها دور مجتمعى، وحان وقت العمل الصيدلى، فالتحقت بأحد معامل وزارة الصحة، ولم تدر وقتها أنها على موعد مع تجربة خاصة جداً فى حياتها، حيث تم انتدابها للعمل فى العزل الصحى بأحد مستشفيات الصدر لسد العجز بعد جائحة «كورونا»، وامتدت مهمتها إلى شهرين بدأتهما فى نهاية مارس الماضى، واستمرت حتى منتصف مايو.
ضغوط نفسية عديدة تحملتها «آلاء» فاقت الجهد البدنى: «زوجى يعمل خارج القاهرة، وكنت أضطر إلى ترك أطفالى مع والدة زوجى وأنا فى العمل، وكنت أخشى إصابتها بأى عدوى بسببى، إلى جانب الألم النفسى من حالات المصابين وأوضاعهم السيئة، فضلاً عن أننى أسكن فى منطقة التجمع والمستشفى بعيد عنى، ولأول مرة أقود سيارتى لمسافات طويلة، وكنت أهرب من كل ذلك بمشغولات الكروشيه».
الجمع بين الصيدلة والفن يراه البعض غريباً، لكن «آلاء» تراه ضرورياً لتستمد طاقتها وتجدد نشاطها وتتخلص من ضغوط العمل: «بمجرد أن أعود من عملى أنشغل بمهامى الأسرية ورعاية أطفالى، حتى تأتى ساعات الليل، وأمارس الهواية الأقرب لقلبى، فأنشغل بخيوطى ومشغولاتى، حتى ساعات الصباح الأولى، فأخلد للنوم قليلاً حتى أستطيع بدء يوم جديد».
تعليقات الفيسبوك