مهاتير محمد.. 95 عاما على ميلاد مؤسس ماليزيا الحديثة
مهاتير محمد
حينما تذكر التنمية والتقدم الاقتصادي يتبادر إلى الأذهان مباشرة واحد من مؤسسى النهضة الحديثة في بلاده وهو مهاتير محمد، الذي تحل ذكرى ميلاده الـ95 اليوم، إذ ولد في 10 يوليو 1925، وهو سياسي ماليزي ورئيس وزراء ماليزيا السابع، وأيضًا كان رابع رئيس وزراء لماليزيا في الفترة من 1981 إلى 2003.
وبمناسبة حلول ذكرى ميلاد مهاتير محمد نذكر في هذا التقرير بعض المعلومات وملامح رئاسته لوزراء ماليزيا المذكورة عنه، إذ تعد أطول فترة لرئيس وزراء في ماليزيا، وكذلك من أطول فترات الحكم في آسيا، حيث امتد نشاط مهاتير السياسي لما يقرب من 40 عاما، منذ انتخابه عضواً في البرلمان الإتحادي الماليزي عام 1964، حتى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003.
كان لمهاتير محمد دور رئيسي في تقدم ماليزيا بشكل كبير، إذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطّاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات.
كان خلال فترة حكمه من أكثر القادة تأثيراً في آسيا، كما يعتبر من أكثر المعارضين للعولمة، وبعد اعتزاله العمل السياسي أعلن عن خوضه من جديد للانتخابات العامة في ماليزيا ليفوز بأغلبية المقاعد ويعلن عن تشكيل الوزارة ليصبح بذلك سابع رئيس وزراء لماليزيا، وبعمر 92 عاماً يصبح أكبر الحكام أعماراً في العالم.
أدى مهاتير اليمين الدستورية كرئيس للوزراء في 16 يوليو 1981 عن عمر ناهز 56 عامًا، وكان أحد أفعاله الأولى هو الإفراج عن 21 معتقلاً بموجب قانون الأمن الداخلي بما في ذلك الصحفي عبد الصمد إسماعيل ونائب الوزير السابق في حكومة حسين عبد الله أحمد الذي كان يشتبه في أنه شيوعي متخفي، وعين حليفه المقرب موسى هيتام كنائب لرئيس الوزراء.
خلال فترة مهاتير كانت علاقة ماليزيا بالغرب جيدة بشكل عام على الرغم من كونه معروفًا بأنه منتقد صريح تجاهها، وفي وقت مبكر خلال فترة ولايته أثار خلاف صغير مع المملكة المتحدة على رسوم التعليم الجامعي مقاطعة لمجمل البضائع البريطانية التي يقودها مهاتير فيما أصبح يعرف باسم حملة "اشترِ البريطانيين الأخير"، كما أدى إلى البحث عن نماذج التنمية في آسيا وأبرزها اليابان.
كانت هذه بداية "نظرة الشرق" الشهيرة على الرغم من أن الخلاف تم حله فيما بعد من قبل رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر فقد استمر مهاتير في التركيز على نماذج التنمية الآسيوية على النماذج الغربية المعاصرة، وانتقد بشكل خاص المعايير المزدوجة للدول الغربية.