التقطت وكالة الفضاء الأوروبية المدارية البريطانية أقرب الصور للشمس على الإطلاق، وذلك أثناء تحليق النجم بين مداري فينوس وميركوري.
وتتضمن الصور المذهلة التي التقطتها مركبة الفضاء "Solar Orbiter"، التي تبعد 47 مليون ميل عن سطح نجمنا، علامات على التوهجات الشمسية الصغيرة التي أطلق عليها العلماء "حرائق المخيمات"، بحسسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
في الشمس يوجد ما يسمى بالتوهجات الشمسية، وهي ثورات قصيرة من الإشعاع عالي الطاقة من سطح الشمس، و"حرائق المخيمات" هذه أصغر بملايين المرات من التوهجات العادية من النجم.
تم التقاط الصور في منتصف يونيو بينما كانت Solar Orbiter لا تزال في مرحلة الاختبار، لذلك يقول الفريق أن الصور ستصبح أعلى دقة مع اقترابها من الشمس.
وفي أقرب اقتراب من نجمنا، سيكون Solar Orbiter على بعد 26 مليون ميل من سطح الشمس، وهو أقرب من عطارد للشمس، الذي يبعد 37 مليون ميل عنها، وسيصل إلى هناك بحلول نهاية العام المقبل.
وأوضح علماء الفلك أن الاكتشاف الأكثر أهمية هو وجود "حرائق المخيمات" هذه، والمعروفة أيضًا باسم "مشاعل النانو" التي شوهدت على سطح الشمس، وهي ثورات مشرقة وديناميكية.
ستتحسن الصور بمرور الوقت مع اقتراب المدار من النجم، وبحلول مارس 2022 ستبدأ صور عالية الدقة بالكامل في الظهور بانتظام، ولكن تظهر بيانات جديدة عن الشمس بالفعل.
يقول دانييل مولر، عالم مشروع Solar Orbiter في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA): "الصور الأولى تتجاوز توقعاتنا"، مضيفًا أنها تقدم تفاصيل أكثر مما لوحظ من قبل وأن الأدوات الموجودة في المركبة الفضائية "تعمل بشكل جميل" وتوفر رؤية شاملة للشمس والرياح الشمسية بطريقة لم يسبق لها مثيل.
وأشار مولر: "هذا يجعلنا واثقين من أن Solar Orbiter سيساعدنا في الإجابة عن الأسئلة المفتوحة العميقة حول الشمس، والمركبة الفضائية ستقترب من الشمس كل خمسة أشهر، وفي أقرب مكان لها ستكون على بعد 26 مليون ميل فقط، أي ستكون أقرب من كوكب عطارد للشمس".
عند هذه النقطة، ستعيد إرسال المزيد من البيانات حول سطح الشمس يمكن أن تعطي معلومات أوضح عن تأثير التوهجات الصغيرة التي تم اكتشافها خلال هذه المرحلة من المهمة، وبمرور الوقت سيغير المسبار ميله تدريجيًا ليضع نفسه بطريقة تمكنه من التقاط صور لأقطاب الشمس وهو أمر لم يسبق له مثيل، وبين عامي 2025 و2027 ستبدأ أولى صور القطبين بالوصول إلى الأرض.
وقالت الدكتورة كارولين هاربر، رئيسة علوم الفضاء في وكالة الفضاء البريطانية، إن العلماء كانوا متحمسين لوجود "حرائق المخيم" عبر السطح الشمسي، إذ يبلغ حجمها المرئي حاليًا حوالي 250 ميلاً، ولكن مع اقتراب المسبار من الشمس وارتفاع دقة الصور، ستصبح حرائق المخيم الصغيرة مرئية.
وتشرح هاربر "نحن لا نعرف حقًا ما يفعلونه ولكن هناك تكهنات بأنهم قد يلعبون دورًا في التسخين الإكليلي، وهي عملية غامضة حيث تكون الطبقة الخارجية للشمس، المعروفة باسم الإكليل، أكثر سخونة من الطبقات أدناه، وقد تساهم نيران المخيم هذه في ذلك بطريقة لا نعرفها بعد".
ولمعرفة المزيد، سيراقب العلماء درجات حرارة حرائق المخيم باستخدام أداة على المدار تسمى SPICE، تعمل على التصوير الطيفي للبيئة الإكليلية، ويعد التحليل الطيفي أداة قوية لتشخيص العمليات الأساسية في البلازما الساخنة، وكل خط طيفي يعطي قطعة من اللغز، ويجمع بين المعلومات من جميع الخطوط التعقيد المدهش للجو.
ويرى العلماء أن فهم المزيد عن النشاط الشمسي يمكن أن يساعد أيضًا في وضع توقعات لأحداث طقس الفضاء، والتي يمكن أن تضر بالأقمار الصناعية في المدار.
تعليقات الفيسبوك