حذر علماء من أنّ الدب القطبي قد يختفي بشكل تام من القطب الشمالي بحلول 2100، ما لم يبدأ العمل لمعالجة أزمة الانبعاثات الغازية بشكل جدي وسريع، بحسب ما ذكرته "سكاي نيوز".
ويعد التهديد الرئيسي الذي تواجهه الدببة القطبية هو الذوبان السريع للجليد، الذي يمثل أرضا آمنة لهذه الحيوانات المفترسة من أجل الوصول إلى الفقمات، وجبتها الرئيسية.
وتتزايد كميات الجليد في القطب الشمالي شتاء بشكل طبيعي، لكن بصورة عامة فحجم الجليد ينكمش كل 10 سنوات بمعدل 12.85%، مع ارتفاع درجات حرارة الأرض خلال العقود الأخيرة، وفقا لما رصده الباحثون.
ووفقا لما سلطته دراسة نشرت بصحيفة "ناتشر كليميت تشينج" العلمية، فبسبب انخفاض حجم الجليد في فصل الصيف، تضطر الدببة إلى اللجوء إلى البر القاحل، حيث تكون فرصة وجود فرائس صغيفة جدا.
وكان العلماء رصدوا بالفعل تأثر الدببة القطبية بتناقص أعداد الفرائس، حيث ارتبطت فترات الصيام الطويلة بانخفاض أحجامها وضعف بنيانها وتراجع قدرتها على التكاثر، بل ونفوقها في بعض الأحيان.
ووجد العلماء أنّ استمرار الانبعاثات الغازية التي تسبب الاحتباس الحراري بنفس معدلاتها، قد يؤدي لاندثار الدب القطبي -باستثناء أعداد قليلة للغاية- بحلول 2100، بل إنّه حتى مع انخفاض حجم الانبعاثات، فذلك قد لا يكون كافيا لإنقاذ هذه المخلوقات بنهاية القرن الحالي.
واعتبر المؤلف الرئيسي للدراسة بيتر مولنار، من جامعة تورنتو الكندية، أنّ حياة الدببة القطبية تعتبر مؤشرا مهما لأضرار تغير المناخ، الذي سيؤثر على جميع أشكال الحياة، بما في ذلك البشر.
ويقول ستيفن أمستروب، الباحث في منظمة الدب القطبي الدولية وأحد المشاركين في إعداد الدراسة، إنّ معرفة الوقت الذي ستختفي فيه الدببة في مناطق مختلفة أمر بالغ الأهمية من أجل البدء في عمل جاد قبل فوات الأوان، مضيفا: "وجدنا أنّ الخفض المتوسط للانبعاثات قد يطيل استمرار بقاء المخلوقات، لكن من غير المحتمل أن يمنع اختفاء العديد منها"، مشددا على "الحاجة الملحة" لمنع انتشار الغازات الدفيئة بشكل أكثر طموحا.
تعليقات الفيسبوك