«عبدالمنعم»: الناس بتخفف عننا بدعاء «ربنا يقويكم»
أصابته الحرارة فى مقتل، لم يعد يطيق حتى بدلته الميرى، لكنه لن يغادر موقعه، ولن يترك مهمته المقدسة، «بنطلع من بيوتنا الساعة 6 صباحاً من قرى المحافظة على ما نوصل لأماكن عملنا ونتسلم سلاحنا وأجهزة الاتصال اللاسلكى ونطلع على مقرات اللجان علشان تكون جاهزة أمام الناخبين فى موعدها الرسمى»، يقول أمين الشرطة المنياوى عبدالمنعم عبدالله.
فى الصباح الباكر، يسلك «عبدالمنعم» مسافة تقترب من الكيلومتر من بيته إلى الطريق السريع الزراعى فى قرية بمركز أبوقرقاص الذى يبعد عن مركز المنيا أكثر من عشرة كيلومترات «بننتظر يا إما نركب قطر أو ميكروباص لحد نقطة المرور اللى أنا تابع لها بمركز المنيا».
ينضم أمين الشرطة المنياوى، إلى القوة التى تؤمن الانتخابات بمدرسة الثانوية العسكرية بنين بالمنيا، إحدى أكبر لجان الاقتراع بالمحافظة، ويقول أمين الشرطة عبدالمنعم: «دورنا التأمينى بالتنسيق مع الأفراد من القوات المسلحة أن نفحص هويات الناخبين قبل دخولهم إلى اللجنة للتأكد من أنهم ممن يحق لهم التصويت بالداخل وإذا كان أحد الناخبين مسنّاً لا يقوى على الوصول إلى اللجنة بالداخل نساعده فى ذلك وفى الداخل أفراد آخرون من الشرطة والجيش يؤمنون الطريق بالداخل إلى باب اللجنة ويقفون طوال اليوم فى انتظار أى طلبات من رئيس اللجنة لتسهيل عمله».
تزداد برودة حبات العرق عندما يسمع أمين الشرطة كلمات من المواطنين، مثل: «ربنا يقويكم»، أو «الله يساعدكم» ويقول إنها «جمل بسيطة جداً لكنها ترفع معنوياتنا للغاية». تبطئ إحدى السيارات سرعتها شيئاً فشيئاً وصولاً إلى باب المدرسة الذى يقف عنده أمين الشرطة، فيصيح فى وجه قائدها طالباً منه عدم الوقوف مطلقاً أمام اللجنة، يعتذر قائد السيارة وينطلق: «لا نسمح بوقوف أى سيارة أمام اللجنة أياً كان قائدها.