مي وحفناوي ومي
سيطرت حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، بسبب ما يتعرض له مشاهير هذه المنصات، وخصوصا اليوتيوبر، ولعل أكثر ما يفرض هذه الحالة وفاة اليوتيوبر مصطفى حفناوي بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، ثم تبع ذلك تعرض "يوتيوبرز" آخرين لوعكات مشابهة.
وخلال اليومين الماضيين، أصيب اثنان من مشاهير موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب بجلطات في الرئة، آخرهم اليوتيوبر مي عبد الرحمن، التي أعلنت ذلك عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، وسبقها بيوم واحد اليوتيوبر مي ماهر.
وأثار هذا الأمر شكوكا في نفوس المتابعين، في ظل أزمة فيروس كورونا التي يعيشها العالم كله حاليا، إذ يظن البعض أن جلطات الرئة، المرض الذي ضرب اليوتيوبرز، مرتبطة بالفيروس التاجي المستجد.
أوضح الدكتور طه عبد الحميد أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بجامعة الأزهر، أن كورونا المستجد يتسبب في حدوث متلازمة الضائقة التنفسية الحادة والمعروفة علميا باسم "Acute respiratory distress syndrome"، وهي نوع من الفشل التنفسي يتميز بسرعة ظهور الالتهاب المنتشر في الرئتين وحدوث جلطات كثيرة في الرئة.
ويمكن أن تسبب مضاعفات كورونا الإصابة بالتليف الرئوي وهو عبارة عن تحول الأنسجة الطبيعية في جدران الحويصلات الهوائية بالرئة ما يؤدى إلى تدمير الأوعية الدموية الموجودة فى نسيج الرئة (ألياف) وبالتالي عدم القدرة على التخلص من ثاني أكسيد الكربون والحفاظ على نسبة الأكسجين بالدم.
وتليف الرئة له العديد من الأسباب حسبما ذكر "عبدالحميد" في حديثه لـ"الوطن"، حيث قد يكون سببه التهاب في بطانة الرئة، فطريات، مرض السل الرئوي، إصابات الفيروسات والبكتيريا، بالإضافة إلى حساسية الرئتين ما يؤدي إلى التليف، وحدوث جلطات كثيرة في الرئة.
فيما أوضح الدكتور شريف حتة أستاذ الطب الوقائي والفيروسات، أن فيروس كورونا المستجد له تأثير كبير على وظائف الرئتين، وأن التليف يختلف من مريض آخر فقد يكون هناك مريض مصاب بكورونا ولا يعاني من التليف ومريض آخر يعاني منه على حسب حالة الرئة وكفاءتها ورد فعل الجهاز المناعي تجاه الفيروس ومضاعفاته، لكن الجلطات هي من أخطر الأشياء التي تؤثر على معدل نجاة الفرد.
ويكون التليف مهددا لحياة المريض بشدة حيث يتسبب في انقباض في ضغط الشريان الرئوي وعضلة القلب وبالتالي هبوط للقلب وفشل تنفسي ما يؤدي لوضع المريض تحت الجهاز التنفسي ويجب مراقبة حالته جيدا واستجابة جهازه المناعي، وأن احتمالية نجاة مريض مصاب بفيروس كورونا ويعاني من التليف ضعيفة.
قال "حتة" إن فيروس كورونا ليس له تأثير ثابت على جسم الإنسان وإنما تختلف أعراضه من شخص لآخر وفقا لاستجابة الجهاز المناعي وكفاءة عمل الرئتين والعوامل الوراثية والتاريخ المرضي، إلا أن الفيروس يختص بالأساس بمهاجمة الرئة والجهاز التنفسي ولذلك يحدث تليف في الرئتين في بعص الأحيان مع انتشار جلطات بها ووجود ألياف على أغشيتها وبالتالي فقدانها لوظيفتها كعضو عامل في الجسم وأن التليف درجات وقد يتليف جزء من الرئة وتكون عاملة بنسبة ما ضعيفة.
أكد أستاذ الطب الوقائي والفيروسات، أن المرضى كبار السن ومن يعانون من الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر وأمراض القلب وأصحاب المناعة الضعيفة هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات فيروس كورونا ومن بينها تليف الرئتين والذي يكون مهددا لحياتهم بنسبة كبيرة.
وشرح "حتة" أن كوفيد 19 يسبب أعراضا حادة للمرضى، حيث إن المريض إذا وصل لمرحلة تليف الرئتين فذلك يعني أن الفيروس أصبح موجودا في الدم ويؤثر على باقي أعضاء الجسم ما يضعف من احتمالية بقاء المريض على قيد الحياة ونجاته.
تعليقات الفيسبوك