محفوظ عبدالرحمن.. 50 عاما في رحاب الفن والسير الذاتية
جمع الحب بينه والفنانة سميرة عبدالعزيز
محفوظ عبدالرحمن
"ساعة الهوايل يقوم قايل يا بلداهـ.. ويجي شايل هيلاهوب شايل حمولها ويعدل المايل.. وعشان كده مصر يا ولاد حلوة الحلوات"، في عمل درامي من 4 أجزاء، نجح الكاتب محفوظ عبدالرحمن، من خلال "بوابة الحلواني"، أن يحكي ويسرد أحداثًا تاريخية عن الحياة المصرية في عهد الخديوية، وحفر قناة السويس، والتأثرات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية على المصريين وقتها.
3 أعوام مرت على رحيل الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، الذي غادر دنيانا في مثل هذا اليوم 19 أغسطس من عام 2017، تاركًا وراءه عددًا من الأعمال الأدبية والتاريخية و السير الذاتية، منها مسلسل أم كلثوم، من إخراج إنعام محمد علي، بطولة صابرين، كمال أبورية، أحمد راتب، حسن حسني، ومسلسل سليمان الحلبي، من إخراج عباس أرناؤوط، بطولة يوسف شعبان، عماد حمدي، أحمد مرعي، محسنة توفيق.
وقدم محفوظ عبدالرحمن، السيرة الذاتية لشاعر العامية بيرم التونسي، وفنان الشعب سيد درويش، من خلال مسلسل أهل الهوى، من إخراج عمر عبدالعزيز، بطولة فاروق الفيشاوي، إيمان البحر درويش، محمود الجندي، دينا، إيمان، محمد لطفي.
وقدم محفوظ عبدالرحمن، قصة حياة عنتر بن شداد، من خلال مسلسل عنترة عام 1978، من إخراج عباس أرناؤوط، بطولة حمدي غيث، سهير البابلي، أمينة رزق، عماد حمدي، سعد أردش، ومسلسل ليلة سقوط غرناطة، من إخراج عباس أرناؤوط، بطولة حمدي غيث، عبدالرحمن أبو زهرة، محمد وفيق، توفيق الدقن.
ومع النمر الأسود أحمد زكي، قدم محفوظ عبدالرحمن، فيلمي "ناصر 56" من إخراج محمد فاضل، بطولة فردوس عبدالحميد، أحمد ماهر، شعبان حسين، وفيلم "حليم" من إخراج شريف عرفة، بطولة منى زكي، هيثم أحمد زكي، جمال سليمان، سولاف فواخرجي، عزت أبوعوف، ويعد أخر أفلام أحمد زكي، الذي توفى قبل انهاء تصويره.
حصد محفوظ عبدالرحمن، عددً من الجوائز، منها "الدولة التشجيعية" عام 1972، و "أحسن مؤلف مسرحي" عام 1983 من الثقافة الجماهيرية، والجائزة الذهبية من مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن مسلسل أم كلثوم، و"الدولة التقديرية" في الفنون عام 2002، وجائزة العقد لأفضل مبدع خلال 10 سنوات من مهرجان الإذاعة والتليفزيون.
وساهم محفوظ عبدالرحمن في كتابة عدد من المسرحيات، منها "عريس لبنت السلطان، حفلة على الخازوق، السندباد البحري، الحامي والحرامي".
عرف محفوظ عبدالرحمن، طريق الكتابة منذ صغره، وقبل تخرجه من جامعة القاهرة في ستينات القرن الماضي، واشتغل بالصحافة، منها عمله بدار الهلال، والعمل بوزارة الثقافة، في دار الوثائق التاريخية، وشارك في إصدار عدد من المجلات منها "السينما، المسرح والسينما، الفنون"، فضلًا عن مشاركته بالكتابة سواء بـ"النقد الأدبي" او "القصة القصيرة" في عدد من المجلات والصحف.
"محفوظ عبارة عن كتلة من المشاعر والعقل والرقة، مشاعره فياضة وكلماته غاية في الرقة"، كلمات عبرت بها الفنانة سميرة عبدالعزيز، عن مدى التفاهم الذي جمع بينها وزوجها محفوظ عبدالرحمن، في أحد اللقاءات التليفزيونية، "حتى لما كبرنا في السن، كنا نتبادل الكلمات الرقيقة".
"حبيته من كتاباته ومن قبل ما أشوفه"، روت سميرة عبدالعزيز، بداية قصة حبها لمحفوظ عبدالرحمن، الذي شاركت في عمل له دون أن تراه، وعندما عرض عليها مسلسل محمد الفاتح، وجدت دورها صغير جدًا، وذهبت إليه ولكنه رفض، واضطرت للمشاركة لعشقها للعمل.
وبعدما حدث التقارب بينهما، وخلال تواجدهما بدولة تونس، عرض محفوظ عبدالرحمن الزواج من سميرة عبدالعزيز، التي جاء ردها بالموافقة، سنوات طويلة تزيد عن 35 عامًأ عاشها المثقفان في كنف بعضهما البعض، وقررا بكامل إرادتهما ألا يُنجبا، خصوصًا وأنه لديه من زوجته الأولى ابن وابنة، وهي لديها ابنة واحدة من زوجها السابق.
"قررنا مفيش عيال وقولنا احنا خلاص عندنا أولاد موجودين نستمتع احنا بقى بحياتنا ونسافر ونشوف العالم ونتعرف على ثقافات مختلفة، ونعمل فن"، بهذه الكلمات أوضحت سميرة عبدالعزيز سبب عدم رغبتها وزوجها محفوظ عبدالرحمن في عدم الإنجاب، "عشنا حياة سعيدة وكنا مبسوطين".
"ونعود سوى نطوي الأنين بالحنين".. يوم 19 أغسطس من عام 2017، يرحل محفوظ عبدالرحمن، عن الحياة بعد إصابته بجلطة دماغية نُقل على أثرها لأحد المستشفيات عن عمر ناهز 76 عامًا، منها 50 عامًا قضاها في رحاب الفن والأدب.