تاريخ مقتل مصرية في عمل إرهابي أصبح "يوم العمل الإنساني"
نادية يونس
خصص 19 أغسطس منذ عام 2003 ليكون هو اليوم العالمي للعمل الإنساني، في لافتة تأتي تخليدا لذكرى من قضوا في الهجوم الذي وقع في 19 أغسطس 2003 على فندق القناة بالعاصمة العراقية بغداد.
وأسفر التفجير عن مقتل 22 شخصا بينهم كبير موظفي الشؤون الإنسانية في العراق، سيرجيو فييرا دي ميللو، والدبلوماسية المصرية الراحلة نادية يونس، والتي توفيت إثر خضوعها لعملية جراحية نتيجة إصاباتها الناجمة عن التفجير.
وفي عام 2009، أضفت الجمعية العامة للأمم المتحدة الطابع الرسمي على هذه الذكرى بإعلان رسمي عن اليوم العالمي للعمل الإنساني.
والدبلوماسية المصرية نادية يونس من مواليد "القاهرة" وخريجة كلية الآداب جامعة القاهر، كانت تجيد التحدث بلغات عدة، وعملت الدبلوماسية الراحلة نحو 33 عاما في هيئة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، حيث اعتلت أعلى المناصب في عدة مواقع ومنها مساعد سكرتير الأمم المتحدة لشئون الجمعية العامة والمؤتمرات.
في 2003 خدمت بشكل مؤقت كرئيس لفريق ممثل الأمم المتحدة الخاص في بغداد سيرجيو دي ميللو، وفي 19 أغسطس وقع الانفجار بفندق القناة الذي كانت تقيم به البعثة الدبلوماسبة الأممية، فأصيبت لتخضع لعملية جراحيةى وتسقط شهيدة على إثرها.
وبدأت نادية يونس عملها الدبلوماسي مع الأمم المتحدة عام 1970، ثم التحقت بدائرة العلاقات العامة عام 1974 كصحفية في قسمي اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ثم كانت متحدثة باسم الدورة رقم 42 لأعمال الجمعية العامة بالأمم المتحدة.
ثم جاءت الخطوة كذلك المهمة في مشوارها العملي، بتقلدها منصب نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في الفترة من 1988 حتى عام 1993، لتعيينها مديرة لمركز معلومات الأمم المتحدة في العاصمة الإيطالية روما؛ لتعود لاحقا إلى "نيويورك" لترأس شعبة وسائط الاعلام في دائرة العلاقات العامة، حتى عملت كرئيس لدائرة المراسم في الأمم المتحدة عام 1998.
انتقلت إلى محطة أخرى في حياتها العملية، عندما عملت في بعثة إدارة إقليم كوسوفو التابعة للأمم المتحدة عام 1999 وحتى عام 2001، وعملت كمسؤولة عن المعلومات والاتصالات في الحكومة الخاصة التي رئسها برنار كوشنار.
انتهت مهمتها في "كوسوفو" وتعود لعملها في "نيويورك" كرئيس للمراسم، وتشغل كذلك منصب مديرة العلاقات الخارجية في منظمة الصحة العالمية قبل أن تتجه إلى بغداد في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وهناك كتبت نهاية حياتها ونهاية مشوارها العملي.
قدمت منظمة الصحة العالمية النعي لها وأشادت بها كسيدة كانت تمتلك الذكاء وفي الوقت ذاته روح الدعابة.