على رصيف شارع التحرير بالجيزة، أمام كشك فارغ من البضاعة ورثه عن والده، يجلس عادل طارق، 32 عاما، لا يقدر على السير أو الوقوف، بسبب معاناته من السمنة المفرطة، وإصابته بداء الفيل، رغم أنه كان يمارس رياضة التايكوندو لمدة 13 عاما، وحصل على عدة بطولات، منها بطولة الجمهورية عام 2007، قبل تدهور حالته الصحية.
"وأنا عندى 23 سنة، صحيت من النوم، حسيت إن جلدى كله بيتقشر ورجلى بتورم جدا، رحت لدكاترة كتير، قالوا لى إنى محتاج أسافر بره مصر، وتكلفة العلاج 3 ملايين جنيه، وأنا راجل على قد حالى، ما حلتيش غير الكشك، وجالى ضغط وسكر بسبب العلاج".. هكذا قال "عادل"
وأكد أنه أصيب بداء الفيل، بسبب وجبة "سمين"، من إحدى عربات الباعة الجائلين، ومن يومها وهو لا يأكل من الشارع وحرّم ذلك على أولاده.
الوضع تغير كثيرا عند "عادل" بعد المرض، لأنه كان يعمل حدادا ويمارس رياضته المفضلة، لكن المرض حرمه من ذلك وضاعت أمواله على العلاج: "الفلوس اللى بتيجى من الكشك بتكفينى أنا وأسرتى وأمى ولما جوّزت أختى، الكشك بقى فاضى والبضاعة بقت قليلة جدا، ونفسى حد يجيب لى بضاعة".
يتحرك "عادل" فى السابعة صباحا كل يوم، من بولاق الدكرور، مقر سكنه، متجها إلى شارع التحرير بالدقي، على كرسى متحرك، تساعده والدته فى دفعه، ليجلس أمام الكشك لعله يحصل على نفقات أسرته: "أنا صعيدى من أسيوط، وعيب عندنا إنى أقعد فى البيت حتى لو بموت، وعندى ولد وبنت عاوز أربيهم، وأمى بتقف معايا تساعدنى، ونفسى ابنى يكمل مسيرتى التى انتهت سريعا، وهو الآن يتدرب فى التايكوندو وعمره 8 سنوات".
تعليقات الفيسبوك