في ذكرى مولده.. عبدالسلام النابلسي صحفي ومؤلف لمع في الكوميديا
عبد السلام النابلسي
عرفه الجمهور بخفة ظله وقدراته التمثيلية الكوميدية التي حفرت ملامح وجهه واسمه داخل قلوب الجمهور في كافة أرجاء الوطن العربي.
تعود أصول الفنان عبدالسلام النابلسي إلى فلسطين، وعاش في لبنان قبل أن يقرر والده إرساله إلى مصر ليدرس في الأزهر الشريف، وبالفعل التحق "النابلسي" بالأزهر وحفظ القرآن الكريم وتفوق في اللغة العربية بجانب إتقانه للإنجليزية والفرنسية.
وعام 1925 كانت بداية "النابلسي" العملية وبدأها بمهنة الصحافة، حيث عمل بأكثر من مجلة مثل "مصر الجديدة، الصباح"، وكانت أول فرصة له للتمثيل مع المنتجة الكبيرة آسيا بأول أفلامه "غادة الصحراء"، إلا أنه حقق نجاحاً كبيرًا في فيلم "وخز الضمير" عام 1931 والذي كان أولى خطواته نحو الشهرة والنجومية.
عشق عبدالسلام النابلسي السينما بشكل كبير فعمل بها مساعدًا للإخراج مع يوسف وهبي، كما أنتج عددًا من الأفلام، وكان الجانب الأبرز في مسيرته الفنية هو تأليفه لفيلمين سينمائيين بعيدًا عن نجاحه كممثل.
جاءت تجربته الأولى مع التأليف في فيلم "حبيب حياتي" عام 1958، والذي شارك في إنتاجه أيضا، وكتب السيناريو والحوار للفيلم عبد العزيز سلام وأخرجه نيازي مصطفى.
وكان الفيلم من بطولة "صباح، أحمد رمزي، حسن فايق وزينات صدقي" وشارك فيه "النابلسي" بالتمثيل أيضًا، ويسرد الفيلم قصة شاب يدعى "ممدوح" يرث عن والده ثروة كبيرة ويضيعها في النوادي الليلية، حتى يوشك على الإفلاس ويدفعه وفاءه بسكرتيره الخاص أن يسحب له نقود زوجته التي كانت تدخرها لنفسها، فيصرفها عليه، ويحاول أن يعمل بالسينما، ويبيع خاتمه الثمين ويشتري سيارة أجرة ليعمل عليها ويبدأ حياته من جديد.
وفي عام 1960 كتب "النابلسي" الفيلم الكوميدي "حلاق السيدات" وتدور أحداث الفيلم حول ثلاث أصدقاء، يقرر أحدهم أن يطور محل أبيه للحلاقة ويقسمه ثلاث أقسام واحد للرجال والثاني للسيدات والثالث للحيوانات، وتكون أول زبونة هي خادمة وحدثت سيدتها عنه وبعد ذلك تزوج من سيدة ثرية، وذلك لكي تنتقم من زوجها السابق الذي تركها.
وتعاون "النابلسي" خلال الفيلم مع الكاتب أبوالسعود الإبياري الذي كتب السيناريو والحوار للفيلم وأخرجه فطين عبد الوهاب، وشارك في بطولته "إسماعيل ياسين، زينات صدقي، إستيفان روستي وخيرية أحمد".
رحل الفنان عبدالسلام النابلسي عن عالمنا، إثر أزمة قلبية حادة عن عمر ناهز الـ 69 عاماً، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا.