الركض خلف طموحه هو شغله الشاغل، دائمًا ما يحاول ركل الكرة في المرمى، ليدفع معها بأحلامه لمستقبل مشرق، يداعب رغبته في النجاح وآماله في الشهرة بقدميه الصغيرتين، اللتين شهد الجميع بجودتهما، في ممارسة هوايته الوحيدة بلعب كرة القدم، حيث يرتفع الأدرينالين لعقله ويتجدد شغفه مع كل مباراة يخوضها، فتجعله يقترب خطوة من هدفه في الوصول للمجد.. ولكن على الجانب الآخر يقف فيروس كورونا اللعين، الذي جاء ليعطل النشاط الرياضي في مصر، ومن بينه دوري الدرجة الثانية لكرة القدم، ليجول بين اللاعب وخطواته نحو حلمه.
محمد كمال الشهير بـ"حميدو"، لاعب كرة قدم بصفوف فريق كوم حمادة الذي يلعب بالدرجة الثانية للدوري المصري، أجبره توقف الدوري على أن يجد حيلة أخرى يجلب منها قوت يومه، بعد أن انقطعت الأموال البسيطة التي كان يجنيها مقابل ممارسته لكرة القدم.
"كنت بقبض 200 جنيه، وبعدين بقوا 500 وساعات بيوصلوا لـ1000".. هكذا أفصح مهاجم كوم حمادة عن راتبه الذي يتقاضاه، على الرغم من أنه هداف الفريق هذا الموسم، بـ12 هدفا و5 أسيستات، في خلال 10 مباريات فقط، وهو ما يصرفه اللاعب على تجهيز نفسه للمباريات ولا يكفي إلا لمصاريفه الشخصية، معتمدًا على مكافآت المباريات والإجادات.
يلعب الشاب مواليد عام 2000 في صفوف الفريق الأول لكوم حمادة، ولكنه أضحى يعاني بعد توقف النشاط على حد قوله لـ"الوطن": "الكورة فلوسها قليلة، بصرف قدها 4 مرات عشان أكون نفسي، فبلاقي في حاجات كتير محروم منها ونفسي أجيبها بس مش عارف".
يعيش ابن قرية الحدين في مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، وسط أسرة مكونة من 7 أفراد، أشقاؤه الـ4 تزوجوا ولم يبق سواه، لذا يتكفل بمصاريف المنزل الذي يعيش فيه رفقة والده ووالدته كبار السن، "والدي تعب معانا كتير وربانا بس هو دلوقتي كبر وواجبه عليا إني أشيله بقى، عشان كده فكرت في شغلانه أصرف بيها على البيت".
فلاح في أرض زراعية، كانت الوظيفة المتوفرة لدى مهاجم وجناح فريق الدرجة الثانية ليجد قوت يومه، وعلى الرغم من أنها مهنة مرهقة إلا أنه اعتاد عليها، وأصبحت مصدر رزقه حتى عودة النشاط الكروي، "بشتغل باليومية من غير أجازات لو قعدت مش هلاقي آكل، وبقبض 100 جنيه، ونفسي أخطب وأتجوز وأهلي عايزين يفرحوا بيا".
على مدار نحو 10 سنوات وهي عمر "حميدو" في الملاعب، مر بتجربة فريدة وهي التحاقه بفريق الناشئين في نادي الزمالك لمدة عامين، وهو في عمر 16 و17 سنة، السنة الأولى دربه طارق السيد لاعب الفريق الأبيض السابق، أما العام الثاني فتدرب على يد المدربين محمود محمود ومحمود عبد العزيز، حتى جاء المدرب عفت نصار واستغنى عن خدمات اللاعب لصالح كوم حمادة.
يرى "حميدو" في حسام حسن لاعب الأهلي والزمالك، وقائد منتخب مصر السابق، قدوة له، وخاصة في قوة البنية والتميز في ضربات الرأس، "أوقات بحس إني جبت أخرى من كل حاجة، بس برجع وأقوم من تاني عشان الكرة، يا هجيب آخرها يا تجيب آخري، ما أعرفش حاجة غيرها، يا الكورة يا إما الأرض".
تعليقات الفيسبوك