الإفتاء: جماعات الإسلام السياسي خانت الدين واستخدمته في التحريض على العنف
قال مرصد دار الإفتاء للفتاوى التكفيرية، إن تعامل جماعات الإسلام السياسي مع الدين على أنه أيديولوجية سياسية، وتصدر غير المؤهلين للحديث عن الشريعة؛ جعلتنا أمام تحد متزايد لنقل صورة الإسلام الصحيحة إلى العالم.
وأضاف المرصد، في تقريره الثالث حول "أثر الفتاوى المتطرفة على صورة الإسلام في الغرب"، أن من أسباب ظهور الفتاوى المتطرفة والشاذة، تعامل بعض الجماعات الإسلام السياسي والفرق مع الدين على أنه أيديولوجية سياسية، وهو أكبر خيانة تمارس بحق الدين، لأنه في هذه الحالة، يختزل الإسلام في مجموعة من المبادئ السطحية ويضيق مساحته الرحبة ويميل بشكل دائم إلى العنف.
واعتبر تقرير مرصد دار الإفتاء أن تصدّر غير المؤهلين للحديث عن الشريعة، من الأسباب الأساسية لتشويه صورة الإسلام وشدد التقرير أن وسائل الإعلام الغربية يجب أن تتحمل مسؤولية أخلاقية بإتاحة الفرصة لعلماء الأمة الراسخين لتوضيح حقائق الإسلام للعالمين بدلا من استضافة أشخاص يتحدثون باسم الإسلام ولا يعرفون عن الإسلام إلا قشورا لا تسمن ولا تغني من جوع فيضلون ويضلون
واستعرض المرصد، نماذج من فتاوى القتل والعنف والخطف التي شهدها العالم في الماضي والحاضر وأثرها علي صورة الإسلام في العالم، والتي كان من أشهرها فتوى إهدار دم سلمان رشدي، الكاتب البريطاني، صاحب رواية "آيات شيطانية" والتي أصدرها الخوميني في آواخر الثمانينيات، وهو الأمر الذي تناولتها وسائل الإعلام الغربية بنوع من التحيز الشديد والتعميم بأن الإسلام يدعوا إلى قتل روائي بسبب كتابته.
وعرض تقرير مرصد دار الإفتاء لما تقوم به حركة "بوكو حرام" من انتهاك للحرمات واستباحة الدماء، وهو ما اعتبرته الدار استخدامًا صارخًا من قبل الجماعات المتطرفة لسلاح الفتاوى لتبرير عملياتها الإجرامية في حق الأبرياء.
وذكر التقرير أن حركة "بوكو حرام" منذ إنشائها وهي تقوم باجتزاء النصوص الدينية من سياقها وتنزيل الأحكام والفتاوى في غير موضعها، حيث بدأت بمهاجمة الكنائس والمدارس ومراكز الشرطة والجيش والدوائر الحكومية وخطف السياح واغتيال المسلمين الذين يوجهون نقدا للجماعة.
وأوضح أن تلك الفتاوى الضالة ودعوات القتل والخطف والتدمير من قبل جماعات إسلامية متطرفة تضعنا أمام مسؤولية تاريخية وهو ما يتطلب منا ممارسات ومبادرات حقيقية على أرض الواقع تهدف إلي الدخول في حوار مباشر مع أصحاب الرأي والفكر والإعلام في العالم الغربي.
وأشاد التقرير في هذا الصدد بما قام به الأزهر الشريف من وضع الأمور في نصابها بإدانة هذه الأفعال الإجرامية وأنها بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام الصحيح، ومطالبته لتلك الجماعة الضالة بالإفراج الفوري عن الفتيات المختطفات.
كما أوصى بضرورة تنسيق الجهود الإسلامية في مجال رصد الفتاوى المسيئة للإسلام والمسلمين والتعامل معها بشكل عملي وفقهي يقدم معالجة وافية وكافية لها ويرد كل ما يثار من شبهات حول صورة الإسلام والمسلمين، مضيفًا أننا بحاجة إلى أن نخاطب الغرب بلغة يفهمها ويتواصل بها، كما أنها لابد أن تكون عبر سبل وآليات تصل بالرسالة الإسلامية إلى عقر دار المجتمع الأوروربي والأمريكي لإزالة اللبس وسوء الفهم عن الإسلام والمسلمين.