تولى الحكم منذ 26 عاما وحمل السلاح ضد المحتجين: من هو رئيس بيلاروسيا؟
ألكسندر لوكاشينكو
يواجه ألكسندر لوكاشينكو الذي أعلن فوزه رسميا في الانتخابات الرئاسية بـ80 بالمئة من الأصوات، ويحكم البلاد منذ 1994، ضغطا متزايدا في الداخل والخارج ورفض مرات عدة التنحي.
اتخاذ موقف رادع من دول الاتحاد الأوروبي ضد رئيس بيلاروس هو إجراء تكتنفه كثير من الرهانات الدبلوماسية أو لنقل الحسابات السياسية في ظل تباين وجهات النظر بين موسكو والاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع ما يجري في بيلاروس، حيث تطالب بروكسل بوضع سبل كفيلة لدعم المطالب الديمقراطية في البلاد.
وظهر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو مجددا وهو يحمل بندقيته أمام قصر الاستقلال في مينسك، تزامنا مع تجمع حشود من المعارضة عند القصر المذكور.
ومنذ أسبوعين أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أنه ليس قديساً ولديه قسوة ضمن صفاته الشخصية، مشيرا إلى أنه لولا ذلك لما كانت هناك دولة.
وقال لوكاشينكو، حسبما أوردت وكالة "سبوتنيك": "أنا لست قديسا أنتم تعرفون قسوتي، وتدركون أنه إذا لم تكن هناك قسوة لن تكون هناك دولة، وتعلمون جيدا أنني لن أسيء لأطفالكم ولن أعطي البلاد لأحد، وهذا هو المهم".
يُذكر أن الاحتجاجات الجماهيرية بدأت في جميع أنحاء بيلاروسيا في 9 أغسطس الجاري عقب الانتخابات الرئاسية التي فاز بها لوكاشينكو، وقامت القوات الأمنية بتفريق الاحتجاجات، مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي.
ومنذ استقلال بيلاروسيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، لم يصعد على كرسي الحكم في البلاد سوى لوكاشينكو، الشعبوي المناصر للحكم الشيوعي.
ووصل لوكاشينكو إلى سدة الحكم عام 1994، عبر أول انتخابات تشهدها البلاد، والتي جرت في أجواء ديمقراطية، في البلاد التي كان تتسلق أولى درجات سلم الديمقراطية.
لكن لوكاشيبنكو سرعان ما انقلب على الديمقراطية بعدما صوّت نواب البرلمان عام 1996 لصالح عزله من منصبه، فقام بإجراء تعديلات دستورية خولت له حل البرلمان، إن ارتأى له ذلك، وبذلك أجهز لوكاشينكو على الديمقراطية الناشئة في البلاد، لتسير البلاد في طريق نحو حكم الرجل الواحد.
وأجري الاستفتاء في نوفمبر عام 1996، وقالت الحكومة إن أكثر من 70% صوتوا بنعم لصالح التعديلات، في استحقاقٍ لم يعتد الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة ولا بشرعيته، بعد أن حظرت الحكومة قناة تلفزيونية معارضة وإذاعة، كما منعت أي نشر للصحف المعارضة.
وأُعيد انتخاب لوكاشينكو رئيسًا لأربع ولايات لاحقة في 2001 و2006 و2010 و2015، لتكون الولاية التي ظفر بانتخاباتها مؤخرًا هي سادس ولاية له في حكم البلاد.
وبحسب البيانات الرسمية فقد تم اعتقال أكثر من 6 آلاف شخص، وإصابة مئات الأشخاص خلال أعمال شغب، من بينهم أكثر من 120 من أفراد الشرطة بجانب مقتل أحد المتظاهرين، فيما بدأ اليوم في جميع المدن البيلاروسية إضرابا عن العمل في كافة مصانع البلاد؛ للمطالبة برحيل الرئيس البيلاروسي، الذي تتهمه المعارضة بتزوير الانتخابات.