"حمدوك" يشكر مصر على دورها في الوصول إلى اتفاق السلام السوداني
السفير شلتوت: مصر بذلت مساعي حميدة لتوحيد "الجبهة الثورية"
رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك
أكد رئيس وزراء السودان الدكتور عبدالله حمدوك، عزم حكومته على تنفيذ اتفاق السلام، بين حكومة السودان و"الجبهة الثورية"، الذي تم توقيعه اليوم، بالأحرف الأولى في عاصمة دولة جنوب السودان "جوبا"، معربا عن شكره لمصر والسعودية والإمارات وتشاد، على دورهم في الوصول إلى هذا الاتفاق.
وقال حمدوك، في كلمته خلال حفل توقيع الاتفاق، "هذا يوم تاريخي، وأتقدم باسم حكومة السودان وشعبه بالشكر لجنوب السودان، شعبا وحكومة، على استضافة المباحثات، والجهود الكبيرة التي بذلها فريق الوساطة بقيادة متستشار رئيس جنوب السودان توت قلواك".
وأكد حمدوك، أنه لا استقرار في أي من السودان أو جنوب السودان بدون البلد الآخر، لافتا إلى أن الاستقرار في البلدين أساس للتكامل بينهما.
وأضاف حمدوك: "عملية السلام ليست تفاوضا بين متحاربين، بل نقاش عميق بين شركاء في الوطن والثورة، وعندما وقعنا على إعلان جوبا منذ سنة كنا نعتقد أن السلام سيتحقق في خلال شهرين أو ثلاثة، لكن التفاوض استمر لمدة سنة لأن القضايا معقدة، وورثت تركة تاريخية منذ عشرات السنين".
وشدد رئيس الوزراء السوداني، على أن ما أًنجز سيضع لبنة قوية جدا لبناء دولة سودانية تضمن العدالة والمساواة والمشاركة لكل السودانيين في إدارة شؤون بلدهم.
وأوضح حمدوك، أن "اتفاق اليوم فتح الباب لطريق صعب وطويل، ولكننا وبداية بهذا الاتفاق سنعبره، وسننفذ الاتفاق بالكامل، ونحن نضع مصلحة الوطن والشعب أمام أعيننا".
ودعا حمدوك، حركة "تحرير السودان- جناح عبدالواحد نور"، و"الحركة الشعبية- جناح عبدالعزيز الحلو"، إلى الانضمام لركب السلام، وخاطبهما: "نحن في انتظاركم ويجب أن تنضموا لهذا السلام، وسنعمل بكل الجد لمناقشتهم للتوصل إلى اتفاق شامل".
وتابع حمدوك قائلا: "يجب أن نتحمل مسؤولية تنفيذ هذا الاتفاق الذي يحتاج إلى إرادة سياسية لتحقيقه ونشكر الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وأخص بالشكر مصر والامارات وتشاد والسعودية ودول الإيجاد".
ووقعت الحكومة السودانية و"الجبهة الثورية" (التي تضم مجموعة من الحركات المسلحة والقوى السياسية)، اليوم، في جوبا، بالأحرف الأولى على اتفاق السلام، وسط حضور رسمي سوداني وتمثيل إقليمي رفيع المستوى، مثل مصر فيه مساعد وزير الخارجية لشؤون السودان وجنوب السودان السفير أسامة شلتوت.
وشمل الاتفاق 5 مسارات، هى: دارفور، المنطقتين "جنوب كردفان والنيل الأزرق"، الشرق، الشمال، والوسط، كما تم التوقيع على بروتوكول القضايا القومية "التي تمثل قواسم مشتركة بين المسارات الخمسة"، وملحق بروتوكول الترتيبات الأمنية الخاص بـ "الحركة الشعبية- شمال- جناح مالك عقار" (المنضوية في الجبهة الثورية).
قلواك يعرب عن شكره للشركاء المساهمين في الاتفاق من بينهم مصر
وبدأ حفل التوقيع، الذي بثه تلفزيون السودان، بآيات من القرآن الكريم، وترانيم من الإنجيل، ثم تحدث رئيس فريق الوساطة من جنوب السودان، مستشار رئيس الجمهورية توت قلواك، معربا عن الشكر لحكومة جنوب السودان وقادة مسارات الجبهة الثورية على إنجاز على الاتفاق، الذي سيفتح صفحة جديدة في مستقبل السودان.
وأعرب قلواك، عن شكره للشركاء الذين أسهموا في الوصول إلى هذا التوقيع، ومن بينهم مصر، مشيرا إلى أنهم قدموا مشاركة حقيقية في هذا الإنجاز.
من جانبه، قال زعيم حركة "العدل والمساواة" السودانية جبريل إبراهيم، إن اتفاق السلام بين حكومة السودان و "الجبهة الثورية"، الذي تم توقيعه اليوم بالأحرف الأولى في جوبا، خاطب جذور المشكلة وعالج الأزمة وأنهى الحرب، معربا عن شكره لدولة جنوب السودان وقادتها.
وأَضاف إبراهيم: " نشكر شركاء الوساطة من تشاد والإمارات، ومصر التي بادرت بدعم السلام بحماس كبير ومهدت له بعقد اجتماعات وقامت بزيارات متعددة لمنبر التفاوض، فلها منا الشكر الجزيل".
وأشاد إبراهيم بدور مجلسي السيادة والوزراء في السودان، حيث جعلا السلام أولوية رغم العقوبات التي وضعت أمامهما، لافتا إلى أن التفاوض لم يكن سهلا ولكن الإرادة القوية للمتفاوضين ومهارة الوساطة جعلت من المستحيل ممكنا.
من جهته، قال مالك عقار "رئيس الحركة الشعبية- شمال-الجبهة الثورية"، إن الاتفاق حدث تاريخي يجب استخدامه لبناء سودان جديد، مؤكدا ضرورة العمل على عدم إهدار تلك الفرصة التاريخية، موضحا: "يجب أن يمهد الاتفاق لإنجاز الانتقال، وتوحيد المدنيين والعسكريين، وإنجاز سياسية اقتصادية لمصلحة المهمشين، ويجب أن يساعد في إنهاء عزلة السودان، والانفتاح على العالم الخارجي لخدمة المصالح العليا لبلادنا".
وقال عقار: "أعلن من هذا المنبر نهاية الحرب، وأدعو عبدالعزيز الحلو (رئيس الحركة الشعبية – جناح الحلو) وعبدالواحد نور (رئيس حركة تحرير السودان - جناح نور)، إلى عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية التي صنعها شعب السودان".
وأضاف عقار: "أمد يدي لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك لنعمل كفريق واحد من أجل مصلحة السودانيين"، معربا عن استعداده للذهاب إلى الخرطوم في أي وقت.
من جهته، أعرب رئيس "الجبهة الثورية السودانية" الهادي إدريس، عن شكره لمصر والإمارات ودول الإيجاد والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ودول الترويكا والأمم المتحدة، وبعثة يوناميد، والوساطة.
مساعد وزير الخارجية: مصر ستظل داعمة للاستقرار والسلام في السودان
من جانبه، نقل مساعد وزير الخارجية لشؤون السودان وجنوب السودان السفير أسامة شلتوت، تحيات رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الحضور في حفل توقيع اتفاق السلام بالسودان، وإلى رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وشعب جنوب السودان، مهنئا إياهم على هذا النجاح الكبير.
وثمن شلتوت، في كلمته في حفل التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام بين حكومة السودان و"الجبهة الثورية" الذي تم اليوم في جوبا، ما حققه السودان من خطوات مقدرة لبناء سودان جديد مع إيلاء أولوية خاصة لتحقيق السلام.
وأشار شلتوت إلى أن مصر بذلت مساعي حميدة لتوحيد "الجبهة الثورية"، داعيا الأطراف كافة غير المنضوية في هذا السلام إلى الانضمام لركب السلام، مؤكدا أن مصر ستظل داعمة للاستقرار والسلام في السودان، وستقف إلى جانب الأشقاء في السودان لتنفيذ هذا الاتفاق، لافتا إلى أن الطريق طويل، ونخطو فيه أولى الخطوات من جوبا "عاصمة السلام".
وأعرب السفير شلتوت عن أمله في أن ينعم السودان بالسلام والاستقرار والأمان، وأن يصل إلى ما يصبو إليه من تحقيق أهداف المرحلة الانتقالية.
من جانبه، قال رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور "يوناميد" جيريمايا مامابولو إن هذا اليوم تاريخي، معربا عن تهانيه لكل أطراف عملية السلام، والتضامن مع السودان في تحقيق السلام.
بدوره، أعرب سفير الإمارات في الخرطوم حمد محمد الجنيبي، عن تهاني قيادة دولة الإمارات لحكومة وشعب السودان على هذا الإنجاز التاريخي، وشكره لجنوب السودان وفريق الوساطة على ما بذلوه من جهد للوصول إلى هذا التوقيع، الذي يمثل بداية عهد جديد لسودان آمن مستقر.
وأوضح سفير السعودية في الخرطوم على بن حسن جعفر، أن المملكة تبارك هذا الإنجاز، لافتا إلى أن "إعلان الرياض" الذي صاغته المملكة مع دول مجموعة "أصدقاء السودان"، في وقت سابق من الشهر الجاري، يُمثل رسالة سياسية من المجتمع الدولي لتحفز الأخوة المتفاوضين للوصول إلى السلام، وشدد على أن السعودية ستقف دائما مع أهل السودان.