هؤلاء لا يستمعون لنصائح «الأرصاد الجوية»: أكل العيش مر
استيقظت من نومها مبكراً، وأيقظت أطفالها الثلاثة وقبل أن تهم بالخروج استمعت إلى تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس لارتفاع درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، أغلقت التلفاز، وخرجت وكأنها لم تسمع شيئاً: «هى الحكومة خايفة علينا!.. لو منزلناش مش هنلاقى ناكل».[SecondImage]
هذا هو حال «سامية»، بائعة المناديل، التى ظلت طيلة نهار أمس تبحث عن ظل تجلس فيه هى وأولادها، حتى لا يتعرضوا للخطر، وعندما فشلت، جلست فى قارعة الطريق تخبئ جسدها وأجساد أطفالها الصغار تحت شمسية. حال «فاطمة» لم يختلف كثيراً، فحرارة الشمس لا مفر منها، إلا بشمسية تجلس تحتها بضع ساعات، حتى تنتهى من بيع المناديل التى بحوزتها: «الدنيا حر أوى، وأنا زهقت وتعبت لكن ظروفى صعبة، مقدرتش أروح وأسيب أكل عيشى».
«أنا والله ساعات بروح البيت، وعيالى الصغيرين يعملولى كمادات من شدة الألم والصداع.. وبصحى تعبانة، ولكنى بضطر تانى أنزل فى الشمس عشان ولادى يلاقوا أكل بالليل»، قالتها «هالة»، التى تنزل يومياً للإنفاق على بناتها الثلاث منذ أن طلقها زوجها ورحل: «مضطرة أقعد فى الشارع، عشان لو قعدت يوم فى البيت ولادى مش هيلاقوا ياكلوا».
«عند التعرض للشمس الحارقة، بشكل مباشر، يفقد الجسم للسوائل وبالتالى حدوث ضربة شمس، وهناك ضرر يأتى بالتعرض المتكرر، حيث قد تصل درجة الخطورة إلى حدوث سرطان للجلد»، قالتها الدكتورة «عبير سليم العطار»، استشارى الأمراض الجلدية بجامعة القاهرة، كما نصحت الجميع بوضع واقٍ من الشمس، وهناك أنواع رخيصة الثمن للمواطن البسيط، مثل «أكسيد الزنك».