​

خالف تقاليد مهنته السامية بحثًا عن الشهرة، فاختلق قصة من وحي الخيال نسب فيها لنفسه جهود الآخرين، إذ ادعى طبيب بيطري مصري يدعي "م.أ"، أنه صاحب الفضل في قصة الدجاجة "ليسكي" التي تدوالت عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مصر عن إجراء عملية جراحية عاجلة لها، بعدما سقطت من فوق سطح أحد المنازل المرتفعة في مدينة مرسى علم في البحر الأحمر، لكن الصدفة كشفت "كذبته"، حيث خرج الطبيب البرازيلي الحقيقي، وتحدث عن الواقعة الحقيقية التي حدثت مطلع الشهر الحالي في البرازيل، وليست منذ أقل من أسبوع في مصر.   

الطبيب البرازيلي جوليو أرودا، والذي يمتلك عيادة متخصصة في رعاية الحيوانات البرية، وتقع في حي كوباكابانا، تحدث لـ"الوطن"، عن تفاصيل العملية الجراحية الخاصة بـ"الدجاجة ليسكي"، والتي أجراها في عيادة برازيلية متخصصة، فضلا عن علمه بما حدث في مصر وتعليقه على الواقعة، وإلى نص الحوار: 

- هل لديك معلومات عن استخدام صور إحدى العمليات التي أجريتها؟ 

علمت في الأيام القليلة الماضية أن مواطنًا مصريًا، يبدو أنه طبيب بيطري، استخدم الصور المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بي وعيادتي، وأعلن خطأً أنه من أجرى العملية للطائر، ويبدو أن هذا الخبر الكاذب انتشر بشكل فيروسي وصل إلى أبعاد وتداعيات كبيرة في الإعلام المحلي.

ولم يستخدم هذا الشخص صورًا للمريض والإجراءات فحسب، بل استخدم أيضًا صورًا يظهر فيها أعضاء فريقي.

- ماذا عن قصة الدجاجة "ليسكي" التي اشتهرت في مصر؟

في مدينة ريو دي جانيرو، ما بين 2 و4 سبتمبر 2020، أجريت أنا وفريقي عمليتين جراحيتين لإصلاح كسور في أرجل دجاجة تعرضت لسوء المعاملة والتعذيب، بعد أن استخدمت في طقوس دينية لمعتقد غير معروف، وأجريت الجراحتان لوضع صفائح التيتانيوم لتثبيت الكسور.

حالة الدجاجة حاليا مستقرة، لكن عملية الشفاء ستظل طويلة. 

- ما تعليقك على ما أثير عن الواقعة؟ 

يحزنني كثيرًا أن أكتشف أن شخصًا ما حاول الحصول على الفضل في العمل الذي أنجزته أنا وفريقي، بحثًا عن نوع من المزايا أو الربح أو الترويج الذاتي باستخدامه.

وما يجعلني أحزن بشكل رئيسي أن "الدجاجة" أنقذت من قبل "ملاك المنقذ" الذي تحمل تكاليف علاجها بالرغم من عدم كونه مسؤولاً/ مالكًا.

- حدثني عن تفاصيل العملية التي أجريتها لـ"الدجاجة"، وما العائد المادي؟ 

في هذه الأثناء، نفذت أنا وفريقي الإجراءات "دون مقابل"، وحصلنا على قيمة منخفضة للغاية، ونحن قادرون فقط على تحمل التكاليف الأساسية للعلاج.

بعبارة أخرى، لم يكن الربح المالي هو الأولوية في أي وقت، ولكن حياة المريض ورفاهيته هي الأهم.

- ما رأيك فيما قام به الطبيب المصري؟ 

هذا الشخص تصرف بسوء نية حقًا، فهو إنسان صغير ومثير للشفقة، وغير قادر على فهم المبادئ الأساسية للطب (الإنسان والبيطري) مثل احترام الزملاء، والاحترام، والتعاطف مع مرضاهم، ويتطلب الطب أن يضع الطبيب نفسه دائمًا في المرتبة الثانية مع إعطاء الأولوية لمريضه. 

وسبق وأن دون الطبيب البرازيلي، عبر حسابه: "تم إنقاذ مريضة أخرى، بعد أن كانت ضحية (طقوس دينية)، تسببت في تحطم جميع أعضائها، التدخل الجراحي كان في أطراف الحوض، فضلا عن علاج الأطراف الصدرية".

كما كتب المركز الذي يعمل به، ويحمل اسم prosilvestres: "أنا فلوكوينيو، وأريد أن أشاركم القليل مما قضيته هذه الأيام.. لأسباب دينية، كسر بعض البشر جناحي وساقي وتركوني على الرصيف لأموت.. لحسن الحظ تم إنقاذي من قبل شخص رائع أخذني إلى طبيب بيطري".

الطبيب المصري يغلق هاتفه بعد مواجهته بصور "ليسكي" في البرازيل 

وفي بداية انتشار الواقعة المزعومة تواصلت "الوطن" مع الطبيب محمد أحمد؛ للرد حول ما نشر بمواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن الصور المنشورة عبر حساب الطبيب البرازيلي، ليرد قائلا: "3 أو 4 أيام الفرخة هتبقا عندي وهبعتلكم صورتها"، وعند سؤاله عن الصور المنشورة عبر المركز البرازيلي، رد قائلا: "ممكن تكون حاجة شبهها".

وطلب الطبيب محمد أحمد، إرسال الصور الموجودة إليه عبر حسابه الشخصي بموقع التراسل الشهير "واتساب"، وعند معاودة الاتصال به لم يرد ثم أغلق هاتفه.