المنتصر بالله
ضحكته المميزة وملامح وجهه المتفائلة، ساعدوه في الوصول إلى قلوب ملايين الجماهير المصريين والعرب والمسئولين والزعماء، الذين أمتعهم لعدة أعوام بأعماله الكوميدية، قبل أن يصارع المرض طوال 12 عاما، ليرحل الفنان المنتصر بالله، اليوم، أثناء حجزه بمستشفى مصطفى كامل بالإسكندرية، عن عمر ناهز الـ 70 عاما، بحسب ما أكده الفنان منير مكرم، عضو نقابة المهن التمثيلية.
من أشهر الأعمال الفنية التي شارك فيها الفنان الراحل، والتي بدأ عرضها عام 1991، من بطولة فريد شوقي وهشام سليم وشريهان ووحيد سيف، اكتسب بها شهرة واسعة بسبب "إيفيهاته" الكوميدية، ما ساعده في الوصول إلى الرئيس محمد حسني مبارك وقتها، لتجمعهم عدة مناسبات، حتى انتشرت شائعات بأن المنتصر بالله أصبح "مضحكاتي مبارك"، لدرجة أنه استقل معه الطائرة الرئاسية في أكثر من 250 رحلة، وفقًا للمزاعم حينها.
تلك الشائعات التي انتشرت، تحدث عنها باستفاضة المنتصر بالله، في آخر حوار مطول له، في شهر يونيو عام 2011، عقب ثورة 25 يناير، حيث سخر من شائعة اصطحابه له في أكثر من 250 رحلة، قائلا: "ده على اعتبار أن الرئيس كان مقضي حياته في الطيارة؟، لا لم يحدث وكل ما قيل من هذا الكلام مبالغات لا أساس لها من الصحة، أنا لم أركب الطائرة مع مبارك في حياتي كلها غير مرتين، مرة عند افتتاح مدينة الإنتاج الإعلامي ومرة في زيارة ميدانية لتوشكى".
صاحب الفنان الكوميدي في اللقاء الأول، الممثل أحمد بدير، أثناء افتتاح مدينة الإنتاج الإعلامي، والتي حياهم فيها مبارك، مضيفًا: "هذه هي الواقعة الوحيدة التي ممكن أن أقول إن أحمد بدير كان متواجدا فيها معي، وللعلم بدير استاء جدا من الشائعات التي طلعت علي وعليه ويفكر جديًا في رفع دعاوى قضائية على الصحف التي ادعت هذه الأقاويل عليه".
ورفض المنتصر بالله الإدعاءات الخاصة بأنه كان يستقل سيارة خاصة لزيارته في قصر العروبة لكي يروي له الحكايات المسلية والنكات، قائلا: "عيب أن يقال هذا الكلام في حقي بعد كل هذا العمر، ولقد استغل الكثيرون ابتعادي عن الظهور الإعلامي لكي يروجوا شائعات ضدي".
وفي الحقيقة، كان الفنان الراحل الذي أصيب بجلطة في المخ عام 2008، يحظى بمكانة خاصة لدى الرئيس الأسبق، حيث كان مبارك يخصه بالحديث في لقاءاتهم لخفة ظله المعروفة، مع الاحتفاظ بالقواعد في التعامل والاحترام لرئيس الجمهورية حينها.
وأوضح أنه كانت تتم دعوته في بعض المناسبات العائلية الخاصة بالرئيس السابق مبارك وتحديدا في عيد ميلاده، مضيفا: "ولم أكن وحدي في هذه المناسبات العائلية فقد كان هناك عدد من الشخصيات من دفعته في القوات الجوية وبعض الوزراء المقربين للعائلة، ولكني كنت بالفعل الوحيد من الوسط الفني وهذه الدعوات كانت قائمة على علاقة ود واحترام ليس أكثر، ولم أقدم له ولا مرة هدية عيد ميلاد حتى لا يعتقد أني كنت أتملقه، أو أريد منه شيئا خاصا في المقابل".
خلال الزيارة لتوشكى، روى عن المنتصر بالله موقف طريف جمعه مع الرئيس الراحل، حيث أحضر المرافقون لمبارك سمكا كبير الحجم للغاية، من إنتاج المزارع السمكية بها، مضيفا: "قولتله هو السمك ده حقيقي يا ريس، فقال لي أيوه، فقلت له بعفوية إذن هذا سمك والله العظيم، فضحك بشدة وقال لي خد لك منه سمكتين وأنت راجع مصر، فقلت له: طيب حضرتك تعرف حد الطيارة على الوزن؟ فضحك مجددا من قلبه".
وكشف المنتصر بالله أن مبارك لم يشاهد مسرحيات، ولكن شاهد له فيلم "يا تحب يا تقب" مرتين، كما أنه لم يتلقى العلاج على نفقة الدولة على الإطلاق حتى رغم قربه من الرئيس وقتها.
استمرت علاقة المنتصر بالله مع عائلة الرئيس الأسبق بعد أحداث الثورة وتنحيه، رغم دعمه الشخصي لـ"25 يناير"، ولكنه قال: "تعاطفت مع مبارك وتأثرت من الناحية الإنسانية في أن يعامل بطريقة لا تليق به مع الأخذ في الاعتبار المرض وكبر السن".
وشدد على أنه لم يندم يوما على اقترابه من الرئيس السابق، قائلًا: "سأكون إنسانا متحولا ولا ضمير لي إذا قلت ذلك، فعلى المستوى الإنساني لا يمكن إدعاء كرهي له".
وخلال فترة مرضه، قال المنتصر بالله إن جمال مبارك اتصل به مرتين أثناء وجوده في الغيبوبة وسأل زوجته عايزين حاجة. فشكرته ولم يحدث أكثر من ذلك.
تعليقات الفيسبوك