في ذكرى رحيل فرج فودة.. 20 مقولة لـ"شهيد الكلمة"
لم يكن يعلم أن محاولاته الفكرية وأقواله ستكون سببا في استشهاده، كان رأيه أن الحوار هو السبيل الوحيد لوقف نزيف الدم والوصول لكلمة سواء، لم يعرف قاتل "شهيد الكلمة" فرج فودة أن خلافه ليس مع الإسلام ولكن مع بعض أساليب "المتأسلمين" في السيطرة على الحكم والتأويل الخاطئ لأصول الدين، "الوطن" تحيي ذكرى رحيله بـ20 مقولة من أفكاره السياسية والاقتصادية التي أطلقها منذ عشرات السنين وكانت في مضمونها شبيهة بـالنبوءة ليتحقق الكثير منها بعد رحيله.
الأولى: العدل لا يتحقّق بصلاح الحاكم، ولا يسود لا بصلاح الرعيّة، ولا يتأتّى بتطبيق الشّريعة، وإنّما يتحقّق بوجود ما يمكن أن نسمّيه نظام حكم، وأقصد به الضّوابط التي تحاسب الحاكم إن أخطأ، وتمنعه إن تجاوز، وتعزله إن خرج على صالح الجماعة أو أساء لمصالحها. "كتاب الحقيقة الغائبة".
الثانية: إن فصل الدين عن السياسة وأمور الحكم إنما يحقق صالح الدين وصالح السياسة معاً. "كتاب الحقيقة الغائبة".
الثالثة: لن يستمر البسطاء بعيدًا عن المعركة، وإنما سينتصرون لمن حاولوا أن يجعلوا حياتهم أجمل وأكثر بهجة وإشراقًا، وضد كل من يهوى الظلام ويسعى للإظلام، سيصرخون ضد الغناء، وسيُغنى الشعب. "كتاب النذير".
الرابعة: مشكلة الديمقراطية تتجاوز حدود مصر إلى المنطقة بأكملها، فالأوضاع الراهنة تبدو كأنها تُسلم زمام كثير من بلدان المنطقة إلى دائرة مفرغة ومفزعة، تبدأ بالانقلابات العسكرية التي تفشل في حل المشكلات، وتنجح في تفريغ المجتمع من القيادات المدنية المؤمنة بالشرعية. "كتاب حتى لا يكون كلاما في الهواء".
الخامسة: أحدا لا يمتلك الصواب المطلق، ولا الحق المطلق، وأن لكل طرف حججه ومنطقه، وأن مساحة الالتقاء أكبر بكثير من مساحة الخلف. "مناظرة بمعرض الكتاب".
السادسة: علمنا التاريخ أن الاستبداد مثل "الإسبرآي"، تطلقه في اتجاه فينتشر في كل اتجاه، وربما أسعدك أن يتوجه إلى عدوك، لكنه سوف يصل إليك في النهاية. "كتاب الإرهاب".
السابعة: حين حدثت هزيمة 1967 المروعة، توقف الزمن بالنسبة لي، أحسست بالتفاهة والبلاهة والعجز، تملكتني رغبة عارمة في الموت، أو الاختفاء. أصبح كل شيء أمامي صغيرا، وحقيرا. خيل لي أن مصر، قد ماتت وانتهت. "كتاب الوفد والمستقبل".
الثامنة: هل ينكر أحد مكانة مصر السياسية عالميًا وعربيًا وإفريقيًا، خلال هذا العهد، وهي مكانة ما نزال نتمتع بآثارها ؟ ... هل ينكر أن الثورة حققت عدلا اجتماعيا لولاه ما تمتع أغلبهم بالتعليم إلى أعلى مراحله، وبالمساواة المطلقة دون تأثير لألقاب أو انتماء لأسرة أو لفريق سياسي. "كتاب حتى لا يكون كلاما في الهواء".
التاسعة: دراستي الأولية للحصول على الدكتوراه أضافت إليّ المنطق والحجة، لا أستطيع أن أخون عقلي، الناحية الثانية أن دراسة العلوم الزراعية هي دراسة لعلوم الحياة، وما أكتبه هو دفاع عن حق الحياة الكريمة والإنسانية والحضارية. "حوار في التليفزيون التونسي".
العاشرة: إن السلام هو لغة الأقوياء، والحرب هي التعبير العنيف عن منتهى الضعف. "كتاب الوفد والمستقبل".
الحادية عشرة: الجماعات الإسلامية في الجامعات، تكونت في أول الأمر على يد مباحث أمن الدولة، بتوجيه من السادات، لمواجهة الناصريين واليساريين، وليس سرًا أيضا أن اكتساحها للانتخابات الطلابية في نهاية حياته، بعد أن فقد السيطرة عليها، كان كابوسًا يؤرق منامه. "كتاب قبل السقوط".
الثانية عشرة: الصراع العربي الإسرائيلي في طريقه للتآكل منذ معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر. (كتاب حتى لا يكون كلاما في الهواء)
الثالثة عشرة: الصراع المسلح فسوف يتجه إلى الجنوب حيث مصادر المياه، وإذا لم ندرك هذا من الآن، وإذا لم نسع بكل السبل لتأمين منابع مياه النيل ومساره، فسوف نخطئ خطأ جسيما. "كتاب حتى لا يكون كلاما في الهواء".
الرابعة عشرة: واجبنا أن نستجيب لهم في السماح لهم بحرية التعبير السياسي والفكري لأن ذلك حق لهم، بينما مضمون هذه الآراء ومحتواها ليس حقا، بل هو في النهاية رأي، ومن حقهم علينا أن يحصلوا منا على الحق، لكنه ليس من حقهم أبدا أن يفرضوا علينا الرأي. "كتاب الإرهاب".
الخامسة عشرة: إن الدين جزء من مكونات الشخصية المصرية، بل هو ضمير مصر، ونغمة القرار في المعزوفة المصرية، وهي نغمة يمتزج فيها الهدوء بالعمق "كتاب قبل السقوط".
السادسة عشرة: لست أدعي الفقه ولا التبحر في العلم، فما أنا إلا مسلم يجتهد في دينه لدينه، لكني أدعي الأمانة في عرض الرأي والرأي الآخر، وأدعي القدرة على بذل الجهد في القراءة والاطلاع. "كتاب زواج المتعة".
السابعة عشرة: الله أعلم أين الحق وهو خير ناصرًا إن كان الحق معنا، وخير غافرًا إن كنا قد اجتهدنا فأخطأنا الاجتهاد. "كتاب زواج المتعة".
الثامنة عشرة: لست داعية لزواج المتعة، ولست موافقا عليه، ولست قابلا به لبنات أسرتي وبنات المسلمين. "كتاب زواج المتعة".
التاسعة عشرة: نجد أقوامًا يخيرون الشعب بين الإسلام والعلمانية، وكأنهما طرفا نقيض، أو كأن المسلم لا يكون علمانيًا، وأن العلماني ليس مسلما. "حوار حول العلمانية المحروسة".
العشرون: جناحي الديمقراطية هما حرية التعبير وإمكانية التغيير، وإطلاق الأولى هو مدخل الثانية. "حتى لا يكون كلاما في الهواء".