مرصد الأزهر يحذر من تنامي ظاهرة التطرف اليميني في ألمانيا
اليمين المتطرف
أكد مرصد الأزهر أن الولايات الألمانيّة تعاني في الوقت الراهن من تنامي خطر حركات اليمين المتطرّف، حيث تعمل تلك الجماعات ليل نهار على استغلال الأزمات في نشر أفكارها العنصريّة واستقطاب عدد كبير من الشباب وكذلك الترويج لأيديولوجيتها المتطرفة العنيفة بالإضافة إلى تنفيذ عمليات ضد اللّاجئين والأجانب بشكل عام.
جاء ذلك في مؤتمر جمع بين "توماس هالدنفانج" رئيس هيئة حماية الدستور الألمانية، و"هورست زيهوفر" وزير الداخلية الألماني؛ لعرض تقرير هيئة حماية الدستور لسنة 2019 الصادر في يوليو 2020، والمعنِي بتقييم حالة الأمن الداخليّ في الولايات الألمانيّة، حيث أفاد التقرير بأن تيار اليمين المتطرّف يشكِّل التهديد الأكبر على ألمانيا في الوقت الحالي، كما صرح وزير الداخليّة الألمانيّ "هورست زيهوفر" أثناء انعقاد المؤتمر عن تنامي خطر اليمين واليسار المتطرّف بالإضافة إلى تزايد أشكال العنصريّة وكذلك ظاهرة معاداة الأجانب والإسلام في ألمانيا.
جرائم اليمين المتطرف بالأرقام
ووفق التقرير الذي نشره المركز، جرى تسجيل 22.300 جريمة لليمين المتطرّف خلال عام 2019 بزيادة بلغت 10% مقارنة بعام 2018 ونحو 6.400 جريمة لليسار المتطرّف خلال عام 2019 بزيادة بلغت 40% مقارنة بعام 2018، بحسب تقرير هيئة الأمن القوميّ لعام 2019.
كما أفاد التقرير أيضًا بأن أعداد اليمينيين المتطرفين قد تزايدَ خلال عام 2019 ليصل إلى 32080 شخصًا، وهذا الرقم أعلى بكثير مما كان عليه الوضع خلال السنوات الأخيرة، ووفقًا لتقديرات الأمن القوميّ فقد بلغت نسبة الزيادة حوالي الثلث مقارنة بالأعوام السابقة حيث بلغت أعداد اليمين المتطرف حوالي 24100 خلال عام 2018.
وأوضح المركز أن تلك الزيادة الكبيرة في أعداد اليمينيين المتطرفين تعود لاحتساب السلطات أعضاء من حزب "البديل من أجل ألمانيا" (اليمينيّ الشعبوي) والمنتمين لبعض الجماعات المتطرفة باعتبارهم جزءًا من المشهد اليمينيّ المتطرّف، ووفقًا لذلك تزايدت أعداد اليمينيين المستعدين للعنف لتبلغ حوالي 13 ألف شخص مقارنة بـ 12700 خلال العام الماضي، خاصة بعد وضع ما يسمى بمجموعة "الجناح" (Flügel) التابعة لحزب "البديل" تحت المراقبة من هيئة الأمن القوميّ وتصنيفها على أنها مشتبه بها خلال شهر يناير 2019؛ وقام بتأسيس تلك المجموعة الرئيس المحلي لحزب البديل بولاية تورينغن "بورن هوكه" عام 2015 وتضم ما يقارب (7000) عضوًا.
وكشف التقرير عن ميول نحو (33%) من الأعضاء المنتمين لحزب "البديل"، للتطرف الشديد، وتبنى سياسة التحريض ضد اللّاجئين والأجانب والمسلمين. وبالرغم من أن كتلة الجناح لا تمثل حزب "البديل" بأكمله ولكن أفكار تلك المجموعة باتت تتغلغل بين صفوف أعضاء الحزب، ونجحت في السيطرة على قراراته؛ لذا حاول الأعضاء المعتدلون داخل حزب "البديل" منذ فترة، حلّ هذه المجموعة، لكن لم تنجح محاولاتهم لقوة تأثير المجموعة داخل الحزب.
أما فيما يخص المتطرفين اليساريين فقد أشار التقرير إلى تزايد أعدادهم خلال عام 2019 إلى 650 شخصًا بعد أن كان 620 شخصًا عام 2018. كما أشار "زيهوفر" إلى تراجع خطر التطرّف الدينيّ نتيجة لتراجع وهزيمة تنظيم "داعش" الإرهابيّ في سوريا والعراق إلا أنه أكد أن خطره ما زال قائمًا بسبب تزايد نشاط بعض الجماعات المتطرّفة في ألمانيا.