محمود ياسين.. المحامي الذي ضل طريقه ليصبح فتى الشاشة الأول
محمود ياسين
بملامح شرقية وصوت قوي وموهبة استثنائية، نجح المحامي الشاب محمود ياسين في أولى خطواته الفنية بالالتحاق بالمسرح القومي بعد تقدمه للاختبارات، ومن تلك الخشبة كانت بدايته الفنية، ومنها إلى السينما بتقديم عدد من الأدوار الصغيرة أمام كبار الفنانين مع نهاية فترة الستينيات من القرن الماضي.
وعرف الجمهور "ياسين" بدور صغير في فيلم "شيء من الخوف" أمام الفنانة شادية والمخرج حسين كمال، وتقاضى خمسة جنيهات عن مشاركته في هذا العمل، لينطلق بعد ذلك مع بداية السبعينيات في السينما مع كبار المخرجين والفنانين، وفي بضع سنوات قليلة لقبه الجمهور بـ"فتى الشاشة الأول" بعد نجاحه في تقديم عدد من الأفلام الرومانسية.
وبالرغم من نجاحه في تلك النوعية من الأدوار، إلا أن محمود ياسين بذكائه وموهبته الحقيقية قرر تغيير نوعية الأفلام التي يقدمها، وبدأ في تقديم عدد من الأفلام الوطنية التي ظلت حاضرة في ذاكرة الجمهور مثل "الرصاصة لا تزال في جيبي".
لم يتوقف نجاح "ياسين" عند السينما فقط، فرغم شهرته الكبيرة بذلك الوقت وتقديمه العديد من الأفلام إلا أنه ظل يقدم المسرحيات واهتم كثيرًا بها، كما كان له دور بارز في تقديم عدد من الأعمال والاحتفالات بصوته القوي وإجادته الشديدة للغة العربية، وكان من أشهر ما قدمه بالأداء الصوتي فيلم "الرسالة".
ولم يتوقف عطاء الفنان محمود ياسين عند هذا الحد، فظل يدرك جيدًا أهميته كممثل، فتعاون مع جيل الشباب في السينما بعدد من الأفلام المهمة فكانت مساهماته في فيلم "الجزيرة" أمام أحمد السقا، والمخرج شريف عرفة، و"الوعد" أمام آسر ياسين والمخرج محمد ياسين.
ورحل محمود ياسين بعد مسيرة فنية استثنائية، وتاريخ فني من الصعب تكراره لأي ممثل آخر، ليظل نموذجًا لكل فنان يقدر موهبته ويحترم عقلية جمهوره.