أجمع عدد من أساتذة الطب النفسى على مبالغة أولياء الأمور في خوفهم من بداية العام الدراسى الجديد، وذهاب أولادهم إلى المدرسة، ووجود الموجة الثانية من فيروس "كورونا"، مشيرين إلى ضرورة التعايش مع الوضع الراهن، من خلال ذهاب الطلاب إلى المدرسة لأيام معدودة، خاصة من هم فى مراحل التعليم الأساسى، لأنه سيساعد فى بناء شخصيتهم وسيقلل من تعرضهم لإضطرابات نفسية، قد تنتج عن عزلهم داخل المنزل، منها العزلة وعدم القدرة على التعامل مع الآخرين، وهى أمراض نفسية قد تترك أثار سلبية على الطفل من الإصابة بالفيروس نفسه.
الشيخ: المدرسة ليست المصدر الوحيد للإصابة والخوف قد يكون سبب الإصابة
تقول هالة الشيخ، دكتورة الصحة النفسية، وخبيرة علاقات إنسانية، إن خوف الأهالى من ذهاب أولادهم إلى المدرسة، مبالغ فيه بشكل كبير، وذلك لوجود عدد من أولياء الأمور يخرجون ويجعلون أولادهم يخالطوا الآخرين سواء من خلال الزيارات العائلية أو السفر لقضاء أجازة الصيف.
الدراسة "أون لاين"، نظام موجود فى العالم بأكلمه، ولكنه غير مفضل الإعتماد عليه بشكل كامل، فى المراحل الأولى من التعليم، بحسب "الشيخ"، لذلك وزارة التربية والتعليم جعلت عدد المرات التى يذهب فيها طلاب مرحلة التعليم الأساسى "الكى جى" والصفوف الإبتدائية 4 أيام إسبوعيا.
الجلوس فى البيت دون الخروج منه، بدعوى الخوف من الإصابة بالفيروس، قد يكون سبباً فى إصابة الطفل بإضطرابات وأمراض نفسية، تترك أثر أكبر من الإصابة بالفيروس، وفقا لـ "الشيخ": "الإنطوائية والعزلة من أشهر الأمراض النفسية التى تنتج عن الجلوس بالمنزل دون حركة".
ذهاب الطفل إلى المدرسة وإلتزامه بمواعيد النوم والإستيقاط مبكرا، تنمى لديه عدد من المهارات النفسية أهمها الإلتزام وتحمل المسئولية، بحسب خبيرة العلاقات الإنسانية.
وترى "الشيخ" أن وزارة التربية والتعليم أعلنت عن عدد من الإجراءات الإحترازية، لحماية الطلاب من الفيروس، والمفترض أن تكون سبب إطمئنان للأهالى وليس مصدر للخوف.
الإلتزام بكافة الإجراءات الإحترازية المعلنة من قبل وزارة الصحة، هى السبيل الوحيد لحماية الطلاب من الإصابة بالعدوى، بحسب "الشيخ".
من جانبه قال جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى، إن التعليم عن بعد خلال هذه الفترة هو أمر إضطرارى، بسبب انتشار فيروس "كورونا"، وعليه يجب التعايش مع الأزمة، لعدم إمكانية التخلى عن التعليم وتوقف الدراسة حتى يتم القضاء على الفيروس، مضيفا أن المدرسة ليست المصدر الوحيد لإنتشار الفيروس، لذلك يجب على أولياء الأمور التحلى بالهدوء والصبر، لكون الخوف والقلق مصادر لأمراض نفسية ممكن أن تنتقل من ولى الأمر للطفل: "الناس مكبرة الموضوع ومش عارفة إن الخوف ممكن يكون سبب للإصابة بالفيروس".
موضحا عدد من النصائح يجب الإلتزام بها، للحد من الخوف غير المبرر، منها: الإلتزام بإرتداء الكمامة، الحفاظ على التباعد الإجتماعى، عدم الحديث المتكرر عن الفيروس، تقليل حالة الخوف العام داخل المنزل، خاصة أمام الأطفال لأنهم سيقلدون حركات وشعور الأباء والأمهات.
متلازمة الخوف من دخول المدارس، هى حالة نفسية موسمية يشعر بها أولياء الأمور قبل بداية العام الدراسى كل عام، بحسب أستاذ الطب النفسى، ولكنها زادت هذا العام بسبب انتشار فيروس "كورونا": "الأسر بيخافوا على ذهاب ولادهم المدرسة عشان أى إصابة، بعيدا عن الفيروس".
تعليقات الفيسبوك