بشكل دائري جلسوا متراصين على الأرض أمام أحد المقاهي في شارع الألفي بمنطقة وسط البلد، يتابعهم الجالسون في صمت، قبل أن تصدر منهم صقفات متتالية، ثم استهلوا الغناء بـ"يا صحبجية" وعدد آخر من الأغنيات القديمة، تمكنوا عن طريقها من خطف أنظار المترددين على الشارع وجالسي المقهى، ما بين المعجب بما يسمع ليبدأ في تصوير المشهد بهاتفه، وبين المنزعج من الصوت العال ويتمنى انتهاء الفقرة.
"بنحلم بمسرح خاص بينا"، قالها رأفت عادل مؤسس فريق "فاميلي أوف إيجيبت"، شاب يحلم بتكوين مسرحه الخاص بعدما أغلق في وجهه كل الطرق إلى الورش التعليمية والتي تعطي فرصًا للتمثيل، "كل ما أروح مكان يتقالي ادفع، كذا ورشة بيطلبوا من 7 إلى 20 ألف جنيه"، هكذا عبر رأفت عن استغلال أصحاب مكاتب "الكاستنج" لأحلام راغبي الفن.
لم يجد صاحب الـ19 عامًا، طريقًا سوى تكوين فريقه الخاص عن طريق "فيس بوك"، نشر عدة إعلانات على بعض الجروبات الخاصة بالـ"كاستنج" للراغبين في الاشتراك في عائلته الخاصة كما يسميها، "جالي ناس من إسكندرية وطنطا والشرقية"، اندهش رأفت من كم العدد الذي رغب في الاشتراك معه، إلى أن تكون الفريق من 25 شخصًا أساسيًا وعدد آخر من المشاركين بشكل غير منتظم.
رغبة رأفت في الاختلاف دفعته لاختيار مواهب مختفلة لتكوين مدرسة فن متكاملة من وجهة نظره، تضم مختلف المواهب "رقص، شعر، عزف، غناء، تمثيل"، لتقديم عروض مسرحية تمثيلية غنائية استعراضية متكاملة، وتراوحت أعمار الفريق من 3 إلى 57 عامًا، حيث اندهش مؤسس الفريق في رغبة رامي سمير دكتور في اللغات خمسيني العمر ويعمل مرشد سياحي، في الإنضمام معهم ويقوم بكتابة الـ"سكربتات" للفريق.
يرفض رأفت فكرة أن يرتبط راغبي ممارسة الفن بدفع الكثير من الأموال، لذلك لجأ إلى تكوين فريقه الحر "بنلم من بعض 110 جنيهات إيجار الاستوديو كل بروفة"، الأحد والأربعاء لمدة 3 ساعات، هي توقيتات بروفات الفريق بإحدى الصالات الرياضية المتوافر مسرح صغير في منطقة وسط البلد، ويشارك فيها حوالي 50 شخصا في بعض الأحيان، حسبما قال مؤسس الفريق الاستعراضي.
"أنت فرد جديد هيتولد في العيلة"، هكذا يستقبل رأفت أي عضو يرغب في الانضمام إلى فريقه، ويأمل في أن يجد مكانا يعرض عليه الرفيق العرض الأول لهم، معبرًا عن محاوة استغلال البعض لهم "محامي طلب مننا 60 ألف جنيه علشان نسجل اسم الفريق في الشهر العقاري"، ويأمل في أن يحضر الفنان محمد صبحي ونقيب الفنانين أشرف زكي عرضهم الأول في منتصف نوفمبر المقبل.
يواجه الفريق أحيانًا بعض الانتقادات في الشارع "الناس ساعات تقولنا بطلوا قلة أدب وأمناء الشرطة بيمشونا"، ولذلك يأمل الفريق في تكوين شركة إنتاج خاصة به لإنتاج أفلام قصيرة، والحصول على مسرح خاص بهم في المستقبل.
يرى مؤسس الفريق، أن ما يقدمه مسرح مصر و"كايرو شو" يعتبر "تياترو مش مسرح"، ومهمته هي إضحاك الجمهور، ولكنه يقتدي بمسرحيات الفنان محمد صبحي الذي يعتبره أيقونه في الفن الهادف، "عايزين الناس تضحك وتعيط وتعيش جوه الحالة الدرامية وتطلع بفايدة في الآخر".
تعليقات الفيسبوك