المؤسسات الدينية تدعم إذاعة القرآن.. أهم روافد الثقافة الإسلامية
إذاعة القران الكريم
أثار فيديو لمقدم برنامج كوميدي يسخر من إذاعة القران الكريم ومقدمي عدد من البرامج بها، موجة غضب عارمة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأطلق النشطاء هاشتاج "أدعم إذاعة القرآن"، وقدمت المؤسسات الدينية دعما معنويا للإذاعة، مقدمين لها الشكر على جهودها المبذولة للتوعية بصحيح الدين.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنّ إذاعة القرآن الكريم صرح إعلامي وطني له مكانة عظيمة في نفوس المصريين والأمتين العربية والإسلامية، مضيفًا: "لا زالت تؤدي دورًا متميزًا في الثقافة الإسلامية الرصينة، وتستحق الدعم والتقدير باعتبارها أحد أهم روافد الثقافة الإسلامية الرشيدة".
ونشر مركز الأزهر للفتوى عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، تدوينة مطولة استعرض خلالها تاريخ ودور إذاعة القرآن الكريم، واصفًا إياها بالعريقة، وصوت مصري أصيل "بلغَ صداهُ آفاق الدنيا"، ضمن مشروع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التَّثقيفي الجديد "معالم لها تاريخ"، والذي من المقرر أن تتوالى إصداراته على منافذ المركز الإلكترونية.
وجاء في تدوينة المركز:
- بدأ إرسال "إذاعة القرآن الكريم" بقرار من الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، في الخامس والعشرين من مارس لعام 1964م، بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميًّا على موجتين "قصيرة ومتوسطة"، ثم امتدَّ بعد ذلك عام 1994م، ليصبح طوال اليوم.
- تعتبر إذاعة القرآن الكريم المصرية هي الأولى من نوعها بين إذاعات العالم، فهي الإذاعة الدينية الأعرق والأقدم.
- كان الغرض من بث إذاعة القرآن الكريم في بادئ الأمر هو إذاعة أول جمع صوتي للقرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم، بصوت القارئ العَلَم فضيلة الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله تعالى.
- قام على تسجيل المصحف الصوتي المرتل الأزهرُ الشريف مُمثَّلًا في هيئة كبار العلماء، ووزارةُ الأوقاف والشؤون الاجتماعية -آنذاك- ممثلة في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية؛ بهدف حفظ القرآن الكريم من محاولات تحريفه في ذلك التوقيت.
- رغم أنّ إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة كانت قدوةً للعديد من إذاعات القرآن الكريم في الدول العربية والإسلامية، إلا أنّها حافظت على تفرُّدها وتميُّزها طيلة السنوات الفائتة، واحتفظت بأصالتها ورونقها الإسلامي والمصري الخالص، والمحبب إلى جموع المصريين، والمسلمين حول العالم.
- من خلال إذاعة القرآن الكريم تعرف ملايين المسلمين حول العالم عبر السنين على عظماء قراء القرآن الكريم، وعظماء المبتهلين، كفضيلة القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، وفضيلة القارئ الشيخ محمد رفعت، وفضيلة القارئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وفضيلة القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي، وفضيلة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، وفضيلة القارئ الشيخ محمود علي البنا، وفضيلة القارئ الشيخ طه الفشني، وفضيلة المبتهل الشيخ نصر الدين طوبار، وفضيلة المبتهل الشيخ محمد عمران، وفضيلة المبتهل الشيخ سيد النقشبندي رحمهم الله تعالى رحمة واسعة، وغيرهم كثير من عظماء التلاوة والأداء.
- لم يقتصر دور إذاعةِ القرآنِ الكريمِ على بثّ تسجيلاتِ القرآن الكريم دقيقة الأحكام، متميزةِ الأداء، بل كان لها دور فعال مؤثر في ترسيخ الثقافة الإسلامية، وتصحيح المفاهيم الدينية بعد عامين من إنشائها فقط، وتحديدًا في عام 1966م، ولعل من أقدم تلك البرامج: "حديث الروح، الدين المعاملة، القاموس الإسلامي، يا أمة القرآن، الموسوعة القرآنية، في روضة الرسول ﷺ، وبريد الإسلام"، وغيرها مما يَهُمُّ المسلمين، ويتصل بشؤون دينهم ودنياهم.
- إضافة لإسهامها في إبراز الدور الحضاري والثقافي لمصر في محيطها العربي والإسلامي، من خلال التصدي لدعوات الغلو والتطرف، وتفكيك الدعاوى المغلوطة، والأفكار الهدَّامة، والدعوة لتطبيق القيم السمحة والتعاليم الغراء للدين الإسلامي الحنيف، فكانت أهم ركائز قوة مصر النَّاعمة.
- كما تذخر المكتبة الإذاعية لإذاعة القرآن الكريم بكنوز تراثية لتفسير القرآن الكريم وعلومه، وخدمة السُّنة النبوية، وبيان الأحكام الفقهية، إلى جانب تسجيلات التلاوات النَّادرة.
- أَوْلت إذاعة القرآن الكريم اهتمامًا بالمرأة حين خصَّصت لها برامج تعليمية وتثقيفية متنوعة؛ مثل: "رأي الدين، فقه المرأة، الموسوعة الفقهية، والأسرة والمجتمع" وغيرها؛ ما أثرى ثقافة المرأة، وعالج كثيرًا من قضاياها الدينية والحياتية على اختلاف مراحلها.
- لم تغفل الأطفال، بل أتاحت لهم المشاركة الفعَّالة، وأبرزت مواهب العديد منهم، من خلال برنامج "براعم الإيمان"، الذي ساهم في تزويد الطفل بالمعلومات الدينية، وتنشئته تنشئة دينية سويَّة، بالإضافة إلى برنامج "المصحف المعلم" للأطفال.
- ارتبط المسلمون في مصر والعالم بتلاوات وأصوات وبرامج وفقرات إذاعة القرآن الكريم، حتى أنّهم ارتبطوا بمذيعيها المُتميزين، أصحاب الأصوات الفريدة، والأداء الرَّصين المُحكَم، أمثال سيدة الإذاعة الأولى الإذاعية الكبيرة فاطمة طاهر، والإذاعية الكبيرة الدكتورة هاجر سعد الدين، والإذاعية الكبيرة منى عبدالهادي، والإذاعي الكبير الدكتور عبدالصمد دسوقي، والإذاعي الكبير شحاتة العرابي، والإذاعي الكبير بهاء عبادة، والإذاعي الكبير عبدالخالق عبدالوهاب، والإذاعي الكبير عبدالقادر الزنفلي، والإذاعي الكبير إبراهيم خلف، والإذاعي الكبير عادل عبدالقادر، والإذاعي الكبير سعد المطعني، والإذاعي الكبير عبدالناصر أبوزيد، والإذاعي الكبير محمد مصطفى يحيى، والإذاعي الكبير رضا عبدالسلام، وغيرهم كثير ممن لا يتسع المقال لذكرهم.
- ارتبط وجدان المسلمين وذكرياتهم بصوت هذه الإذاعة المباركة العريقة، حتى صارت جزءًا من حياتهم، في حلّهم وترحالهم، وعملهم وبيوتهم ومواصلاتهم.