محرر الوطن يتحدث ل"النجم"
ظروف صعبة، عاشها العشريني محمد سليمان، الشهير بـ"النجم"، أحد أبناء محافظة الدقهلية، مع مرض ضمور العضلات، الذي أفقده القدرة علي الحركة صغيرا، وأجبره علي الجلوس علي كرسي متحرك كبيرا، ولكن بقوته وإرادته قهر المرض، وحول اليأس ومرارة الألم إلي شعاع من النور، جعله يحول مشاعره الحزينة التي امتزجت مع الحزن الناجم عن طول الانتظار أملا في الشفاء، إلي كلمات رنانه، يسمع لها صدى، يتبادلها المتابعون له علي صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ويرددها العاشقون لما فيها من شجن ممزوج بحزن دفين.
حينما اقترب "سليمان" من عامه التاسع، بدأت أعراض الاعتلال تظهر عليه، وهن، وضعف شديد، لقد أصابته علة ضمور العضلات، المرض الذي لازال يبحث العلم الحديث له عن علاج يتناسب مع شراسته، التي لا يقوي عليها إنسان، فيهزم الإرادة ويقهر التحدي ويجبر المرضي على ملازمة الكراسي: "زعلت علي نفسي لما لقيت كل الأطفال اللي من سني ماشيين طبيعي، وأنا ماشي بتسند، قلت لأبويا أنا مش هكمل تعليم".
وقعت الكلمة علي مسامع الأب كالصاعقة التي أصابته بالذهول، ولكن وسط إلحاح من الصغير حينها، وافق علي طلبه: "بعد 5 سنين قررت أتحدى الناس وأتحدى نفسي، ونزلت المدرسة من تاني في تالتة إعدادي".
رحلة الألم أوشكت علي الانتهاء، وبدأ "سليمان" يواجه المرض بالتحدي، والخروج جالسا علي الكرسي المتحرك الذي أصبح مقرب إليه بشكل كبير، بعد أن لازمه حتي الآن: "بدأت اقرأ لكل الكتاب، لاقيت في القراءة متعتي، وحسيت إني لازم ألاقي ونيس ليا".
ترعرع الصغير، واشتد عوده، وأصبح مغرم بالروايات الرومانسية، وتحول شغفه هذا إلي إبداع، وكلمات رنانه تطرب الآذان، وأصبح ملهم لمن في سنه من الأسوياء: "بدأت أقول شعر وأشارك في صفحات، وأتعرف علي كتاب وشعراء، كنت عايز أنمي موهبتي، لحد ما ربنا كرمني، واتعرفت علي كاتب ناشئ، عرض عليا أشارك معاه في كتاب مجمع هيتعرض في معرض الكتاب النسخة اللي جايه، فرحت طبعا ووافقت بدون تردد، وحسيت إن الدنيا خلاص بدأت تضحك ليا".
وقرر العشريني أن يشارك في هذا الكتاب، بقصة قصيرة ربما اقتبس كلماتها من مشاعره الدفينه: "كل الذين سبقوا بالاعتراف لأحدهم بمشاعره تجاهه ذاقوا ويلات العذاب، لا أريد لك هذا المصير الهالك، فإنه الضياع وليس بعد هذا شيء، أنا أحبك لهذا لا أريد أن تتألم، لكني نسيت فتألمت فندمت فضعت، يا جدتي العزيزة ثم تعانقيني عناق العائد من الفقدان، إلى أن يرضى قلبي وينعم بالأمان، ليكون هدية ميلادي أنت أجمل عوض، وأرقى جائزة من بعد الحرمان"، تلك بعضا من كلمات"النجم" التي يشارك بها متابعيه.
وبعد أن استقر الحال به في المشاركة بعمل واحد فقط، كتب له أن يشارك في كتابين آخرين، بعد أن علم بوجود مسابقة علي أحد جروبات "الفيس بوك"، للمشاركة في أعمال ستشارك في المعرض هذا العام: "شاركت وكسبت، وبكده هشارك في كتابين كمان، حاسس إن ربنا بيعوضني عن كل حاجه وبيطبطب عليا".
ويتابع: "بقي ليا جمهور كبير، وناس كتير عرفاني، ودي حاجه مبسوط بيها جدا ونفسي أحقق حلمي وأبقي مشهور، وكل شغلي اللي بشارك فيه عبارة عن مشاعري وكلام مبقدرش أقوله لحد لأني كتوم، فبخرج مشاعري في الكتابة".
تعليقات الفيسبوك