بحث إسرائيلي: العثور على شظايا عظام بمسامير قد ترتبط بصلب المسيح
مسامير صلب المسيح
قالت صحيفة "جيرزاليم بوست" الإسرائيلية إن جيولوجي متقاعد توصل إلى علاقة تربط مسامير عُثر عليها في المكان الذي حوكم فيه المسيح بالقدس، وبين حادث صلب المسيح، مشيرا إلى أنهم اكتشفوا شظايا عظام مجهرية، ما يشير إلى أنها استخدمت في صلب شخص ما.
أول ظهور لاكتشاف "مسامير صلب المسيح"
وظهرت المسامير الرومانية لأول مرة عام 1990، ويحتمل أن يعود تاريخها إلى الفترة ما بين عام 30 قبل الميلاد إلى 70 ميلادي في مقبرة تعود إلى القرن الأول الميلادي في القدس الشرقية، حيث يعتقد إنهما لـ"كايافاس"، الأسقف الأعلى لأورشليم (القدس)، الذي يقال إنه سلم المسيح للرومان وقدمه للصلب.
وكان أحد المسمارين داخل واحد من 12 صندوقا مصنوعا من الحجر الجيري (الكلس) بينما عثر على الآخر خارج الصناديق وفقا لما هو مدون في سجلات الكشف الأثري.
وثائقي "مسامير الصلب" عام 2011
واختفت قضية "مسامير المسيح" بعدها حتى عادت للضوء مرة أخرى عام 2011 حينما طرح المنتج والمخرج الإسرائيلي سيمحا جاكوبوفيتشي قضية اكتشاف "مسامير صلب المسيح" في وثائقي بعنوان "مسامير الصليب" عرض على الصحفيين في مدينة القدس لأول مرة في أبريل من ذات العام، وقال إنه استمر في رحلة بحث استغرقت ثلاث سنوات، لكن وكالة "رويترز" تواصلت مع عدد من الخبراء والعلماء للتعليق على الوثائقي ونقلت في تقرير لها رفضهم للقضية ووصفوها بأنها بعيدة المنال، ووصفها البعض بأنها حيلة دعائية.
وقالت سلطة الآثار الإسرائيلية، التي أشرفت على أعمال التنقيب في القدس، ردا على الوثائقي إن المسامير توجد عادة في المقابر.
وقالت: "لا شك في أن المخرج الموهوب سيمحا جاكوبوفيتشي أنتج فيلما مثيرا للاهتمام، لكن التفسير المقدم فيه لا أساس له في الاكتشافات أو الأبحاث الأثرية".
ويستند المنظور الديني والعقائدي الذي يعتمده الباحثون في قضية "مسامير صلب المسيح" إلى ما ورد في العهد الجديد، وهي رواية تختلف بشكل جذري عن ما ورد في الإسلام عن قصة النبي عيسى "المسيح"، حيث قال تعالى في سورة النساء "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا"، ويقول ابن كثير في تفسير الآية، إن عيسى عليه السلام أوحى له الله بما يحيط به من مؤامرة وسأل أصحابه "أيكم يلقى عليه شبهي، وهو رفيقي في الجنة؟" وأن من قام اليهود بصلبه لم يكن المسيح عيسى بن مريم، الذي رفعه الله إلى السماء كما قال تعالى (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) آل عمران 55، لكن الثابت في الروايتين أن ثمة شخص ما تم صلبه في نهاية الأمر.