فيديو.. الشعراوي يوضح لماذا حلل الشرع للنبي الزواج بأكثر من 4؟
فضيلة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي
من آن لآخر تظهر بعض الأصوات التي تسعى لتشكيك المسلمين في دينهم، وتتخذ من ضعف ثقافة البعض الدينية وقراءتهم لا سيما في السيرة النبوية العطرة، تكئة لبث بعض الشبهات، ومن بينها تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بأكثر من 9 زوجات بينما حلل الله للمسلم 4 زوجات فقط، فلماذا تم استثناء الرسول؟
يقول فضيلة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي إن الله استثنى رسوله في المعدود "وهي المرأة" وليس العدد، وأنه بذلك يكون قد ضيق على الرسول ولم يوسع عليه كباقي المسلمين، لأن المسلم يتسطيع أن يتزوج 4 ويطلقهن ثم يتزوج بأربعة مرة أخرى وهكذا.
وقال الشيخ الشعراوي: "الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أردا الله أن ينهي التعدد المطلق في الزوجات، أنزل يا محمد قل لأمتك اللي معاه زايد عن 4 يمسك 4 ويفارق الباقي، رسول الله في هذا الوقت كان عنده 9 لم يشمله الحكم، فقالك إيه الحكاية اللي خلت ربنا يستثني محمد يبقى عنده 9 وأمته تبقى عندها 4، لم يفطنوا للحتة اللي بنقولها العدد والمعدود، هل الله استثنى رسوله في العدد أم المعدود، لا في المعدود لأنه قال في آية تانية {لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} .. [الأحزاب:52].
وتابع الشعراوي: "يبقى التسعة هما التسعة إن ماتوا كلهم ولا واحدة، إذا لم يتسثنيه في العدد لأنه لو كان استثناه في العدد اللي تموت تجيب مطرحها، وإن ماتوا كلهم يجب 9 لكن لم يتسثنه في العدد، وإنما استثناه في المعدود وذلك لأن المتزوجة غير رسول الله عندما يطلقها زوجها تروح تتزوج غيره، لكن زوجات النبي أمهات المؤمنين محرمات على الغير، فتقعد، لكن تمنها إنهم لم يتغيروا إذا ضيق الله على رسوله ولم يوسع عليه".
وفي رد دار الإفتاء على هذا الموضوع قالت الدار عبر موقعها إنه لكل عصر طبيعته التي يتأثر بها من يعيش فيها، وعصر الرسول صلى الله عليه وسلم قد انتشر فيه تعدد الزوجات، واتخاذ الجواري، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن زواجه رغبة في كثرة النساء، وإنما كان زواجه صلى الله عليه وسلم يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية يمكن بيانها على النحو التالي:
أولًا: الأسباب الاجتماعية:
- زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها، وهذا نضج اجتماعي، بحيث يتزوج الرجلُ المرأةَ العاقلة الرشيدة، وكان عليه الصلاة والسلام في سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين.
- تزوَّج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة؛ لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتُبَصِّرهن بما تُبَصِّر به كل أم بناتها.
- حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكرامًا لأبيها سـ3هـ.
- السيدة زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في غزوة أحد فتزوجها سـ4هـ.
- السيدة أم سلمة هند بنت أمية توفى زوجها ولها أولاد فتزوجها سـ4هـ.
فقد تبين من الزيجات السابق ذكرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بأرامل الشهداء الذين قُتِلُوا في جهاد المسلمين للمشركين لتطييب نفوسهن، ورعاية لأولادهن، فكان هذا تعويضًا من الله عز وجل لهن.
ثانيًا: الأسباب التشريعية:
- زواجه من السيدة عائشة رضي الله عنها كان بوحي، حيث رأى في المنام أنه تزوجها، ورؤيا الأنبياء وحي.
- زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يُدْعَى زيد بن محمد بالتبني، فنزل قول الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ﴾ [الأحزاب: 4] ﴿ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: 5] وبعد خلاف مع زوجها طُلِّقت منه، وأُمِرَ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة.
ثالثًا: الأسباب السياسية:
كان لبعض زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم بُعد سياسيٌّ من حيث ائتلاف القلوب والحدِّ من العداوة وإطلاق الأسرى... إلخ، ومِن ذلك: زواجه بالسيدة جويرية بنت الحارث، سيد بني المصطلق، من خزاعة، وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6 هـ.
- والسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصَّر زوجها وبقيت هي على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حِدَّة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله.
- والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـ7 هـ.
- والسيدة ميمونة بنت الحارث تزوجها سـ7هـ. مات من هؤلاء اثنتان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهما: خديجة، وزينب بنت خزيمة، وتوفى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تسع.
وأما الجواري فهما مارية القبطية التي ولدت إبراهيم وتوفى صغيرًا، وريحانة بنت زيد القرظية.
إذن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره، فهل هذا دليل الشهوة؟ ومن يشتهِي هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل؟ كيف وقد عُرِضَ عليه خيرة بنات قريش فأبى؟!، إن التعدد منه صلى الله عليه وسلم كله كان لحكم منها -فضلًا عما سبق- بيان كل ما يقع في بيت النبوة من أحكام عملًا بقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾ [الأحزاب: 34] ولتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته لهم، وللزيادة في تألفهم لذلك، ولتكثر عشيرته من جهة نسائه فيزداد أعوانه على من يحاربه. ولنقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال؛ لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفي مثله.