شق الصدر ونزع حق الشيطان.. بشارات النبوة الأولى في طفولة رسول الله
حكاية البُشرى الأولى لرسول الله في الطفولة
يحتفل المسلمون في كل أنحاء العالم، اليوم، بذكرى المولد النبوي الشريف، وتعتبر فترة الطفولة من أهم مراحل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيها كثير من بشارات النبوة، وفيها كثير من المواقف التي صقلت شخصية النبي الكريم، وكانت المهد الأول لخير خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين.
في رحاب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم منذ مولده وفي فترة طفولته مواقف وحكايات ومعجزات كثيرة، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وُلِد بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الإثنين، لأول عام من حادثة الفيل.
ثويبة مولاة أبي لهب أول من أرضعت الرسول
ولدته أمه وأرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده، فجاء مستبشرًا ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكر له، واختار له اسم محمد، وهذا الاسم لم يكن معروفًا في العرب، وأول من أرضعته من المراضع، بعد أمه صلى الله عليه وسلم بأسبوع، ثُوَيْبَة مولاة أبي لهب. (من كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري)
ثم التمس عبد المطلب جد النبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم المراضع، واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر، وهي حليمة السعدية، وفي فترة الرضاعة التي مكثها النبي الكريم عند بني سعد، حدثت الكثير من الحوادث التي كان من شأنها الإشارة إلى علو شأن صلى الله عليه.
عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمه ومكث معها حتى بلغ عامه السادس، ثم ماتت أمه ليصبح سيدنا محمد يتيم الأب والأم، ومكث مع جده بعد وفاة أمه، وكان النبي لا يفارقه لا سيما في مجالسه مع كبار قومه حتى توفي الجد، في الثامنة من عمر النبي.
وانتقلت كفالة النبي، صلى الله عليه و سلم، بعد ذلك إلى عمه أبو طالب، فمكث عنده وتربى مع أولاده وظل عمه يدافع عنه حتى بعد النبوة، رغم أن العم قد مات على الكفر.
معجزات النبي منذ مولده وفي طفولته
- عن البخاري: حدثنا عبد الله ين يوسف: حدثنا الليث: حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" (رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب: كيف نزول الوحي، وأول ما نزل).
- روى ابن سعد أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: "لما ولدته خرج من فرجي نور أضاءت له قصور الشام" (وروى أحمد والدارمى وغيرهما قريبًا من ذلك).
- آيات البركة والخير التي عمت بني سعد عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم عندهم، كثيرة، حيث رأت حليمة مرضعته من البركة التي حلّت عليها بوجود سيدنا محمد، حيث امتلأ صدرها بالحليب بعد جفافه، حتى هدأ صغارها وكفّوا عن البكاء جوعا، وكانت ماشيتها في السابق لا تكاد تجد ما يكفيها من الطعام، فإذا بالحال ينقلب عند مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى زاد وزنها وامتلأت ضروعها باللبن.
- حادثة شق الصدر: روى مسلم عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: "هذا حظ الشيطان منك"، ثم غسله في طَسْت من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَه، وضم بعضه إلى بعض، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه، فقالوا: "إن محمدًا قد قتل"، فاستقبلوه وهو مُنْتَقِعُ اللون -أي متغير اللون- قال أنس: "وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره" (من كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري).
- عن جَلْهُمَة بن عُرْفُطَة قال: قدمت مكة وهم في قحط، فقالت قريش: "يا أبا طالب، أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهَلُمَّ فاستسق"، فخرج أبو طالب ومعه غلام، كأنه شمس دُجُنَّة، تجلت عنه سحابة قَتْمَاء، حوله أُغَيْلمة.