«الهوارى» يواجه التحرش: «احمل سلاحك وامشى ورا بنتك واقتل اللى يعاكسها»
لا تغادر طالبة الثانوى منزلها إلا للشديد القوى، بحسب تعليمات والدها، الرجل القادم من أسيوط، بثقافته ونخوته الصعيدية، التى تمنعه من ترك ابنته تغادر منزلها بمفردها، صحيح أنه لا يصطحبها إلى أى مكان تتجه إليه، سواء المدرسة أو الامتحان أو الدروس الخصوصية، لكنه فعل ما هو أصعب، وهو السير خلفها دون أن تشعر، عشان لو حد قرب منها يضربه بالنار، على حد قوله.
يغلق الحاج مصطفى الهوارى محل السنترال الذى يستأجره فى مدينة 6 أكتوبر، ويحمل سلاحه النارى غير المرخص، ويسير خلف ابنته، يخشى عليها من حوادث التحرش التى انتشرت، ويرى أنه فى ظل غياب الأمن لا بد أن يتولى كل رجل تأمين أهل بيته، حتى لا تتكرر حوادث التحرش التى حدثت فى التحرير.
«الهوارى»، الذى خرج «معاش مبكر» من عمله بهيئة البريد، يفخر بعقيدته الصعيدية التى تنادى بالقتل فداء الشرف، ويقول: «إحنا فى الصعيد دمنا حامى وإن مكناش نحمى بناتنا نموت أحسن لينا، دى أعراض واللى يفكر بس هو الجانى على نفسه»، يرى «مصطفى» أن البيت هو الأصل، وأن سماح الأم للشاب بصبغ شعره وارتداء البناطيل «اللى وسطها ساقط» أول خطر يهدد الرجولة الحقيقية، ويطلقهم فى الشوارع يتحرشون ويعرون الفتيات.
شاهد الهوارى عن طريق ابنته فيديو التحرش بسيدة التحرير، يقسم على المصحف «والله لو شفتهم لقطعهم بسنانى، حسيت إنهم بيعرونى أنا، وعرفت إن الشرف فى البلد دى بقى رخيص، فقررت إنى مسكتش وآخد حقى بدراعى، أتسجن أحسن ما أعيش بالعار».
لا يخشى الرجل الخمسينى من ضابط شرطة قد يستوقفه وهو يحمل السلاح، يعرف جيداً كيف سيرد عليهم: «شايل سلاح ونازل أحمى بنتى، لما الداخلية تحمى الشوارع وتنضفها من العيال اللى معندهمش رجولة ولا نخوة أبقى أسيب بنتى تمشى فى الشارع، وكل اللى عنده بنت ينزل يحميها بنفسه مانستناش حد».