«أحمد وعبدالله وسيد» 3 جامعيين يمسحون السلالم من أجل «العمل شرف»
مقشة فى يد، وكتاب فى الأخرى، جردل محمول على الكتف وقد تساقطت مياهه المتسخة على ملابسه البسيطة، وعلى الكتف الآخر حقيبة الكتب والمذكرات، مواعيد اعتاد الالتزام بها حتى لا يخسر زبونه ومن ثم رزقه، يستثنى منها «أيام الامتحانات»، وصداقة عمر جمعته باثنين آخرين، شاركاه الكد فى «مسح سلالم العمارات»، والحلم فى مستقبل سيصلون إليه بعد التخرج فى الجامعة.
للثلاثة قصة واحدة، بتفاصيل مغايرة، يتفقون فى كونهم «طلبة فى الفرقة الثانية بكلية شريعة وقانون جامعة الأزهر، سوهاجيين ويعيشون فى القاهرة لظروف الدراسة، يؤمنون أن الشغل مش عيب»، ويختلفون فى الاسم والحلم، «أحمد» يحلم بشركة خاصة، و«عبدالله» يتمنى أن يكون أستاذاً فى الجامعة، فيما يقرر «سيد» أن النجاح هو العيش بسلام وتكوين أسرة يفخر بها. أهالى الحى الـ16 بمدينة الشيخ زايد والأحياء المجاورة يعرفون الثلاثة جيداً، ويفضلونهم فى المهمة الشاقة «مسح سلالم العمارات»، نظراً لأمانتهم والتزامهم الأخلاقى، مقابل 3 جنيهات من كل شقة «الشغل مش عيب، العيب إننا نقعد على القهاوى» قالها «أحمد»، مؤكداً أن أسرته «مرتاحة مادياً»، لكنه يقدس العمل أياً ما كانت طبيعة هذ العمل، طالما أنها لا تنتقص شيئاً من كرامته «بنجمّع فى اليوم حوالى 600 جنيه».. يستطيع «أحمد» وزملاؤه دفع إيجار شقتهم شهرياً من خلال يوم عمل واحد حسب تأكيده، هذا لا يمنع تفوقهم دراسياً.
يباهى «سيد» بعمله، يرى النقيصة فيمن يعيبه عليه، وليس فيه هو، يؤكد أن كل شاب لو تخلى عن «العنطظة الفارغة» ستنهض مصر، ويتحقق شعار السيسى «بالعمل وحده سنبنى»، يؤكد الشاب العشرينى «كل واحد متخرج عايز يبقى مدير مرة واحدة»، يتمنى الشاب البسيط وصديقاه أن تعطيهم الدولة مثلما أعطوها «نعمل ونؤمن بالعمل، ونتمنى أن نجد من يحترم أداءنا ويوفر لنا وظائف بعد التخرج».